أذكى وأسرع وأكثر أمانًا.. “أوبن إيه آي” تعلن عن نموذج “جي بي تي 5”

أذكى وأسرع وأكثر أمانًا.. “أوبن إيه آي” تعلن عن نموذج “جي بي تي 5”

أعلنت شركة «أوبن إيه آي»، الرائدة في مجال الذكاء الصناعي التوليدي، عن إطلاق نموذجها الجديد «جي بي تي 5»، واصفة إياه بأنه «الأذكى» و«الأسرع» و«الأكثر فائدة» حتى الآن، وذلك في ظل احتدام المنافسة العالمية لتطوير أدوات ذكاء صناعي متقدمة.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة سام ألتمان إن استخدام «جي بي تي 5» يشبه «التحدث إلى خبير حاصل على درجة الدكتوراه في أي موضوع»، مشيرًا إلى قدرته على إنشاء تطبيقات وبرامج فورية عند الطلب، مع تحسينات كبيرة في دقة الإجابات وتقليل الأخطاء، وفقا لوكالة «فرانس برس».

ويتميز الإصدار الجديد، وفقا لبيات الشركة، بقدرات أمان مُعززة، حيث يتعامل بحذر مع الطلبات المشبوهة ويكتفي بتقديم معلومات عامة لا تُسبب ضررًا، إضافةً إلى إمكانية تخصيص نبرة الردود وربط المساعد بخدمات مثل «جي مايل».

وشبّه ألتمان نسخة «جي بي تي 3» GPT-3 التي كانت تعمل في الإصدار الأول من «تشات جي بي تي»، بطالب ثانوي «يُجيب أحيانا إجابة صحيحة، وأحيانا أخرى بإجابة غير منطقية»، فيما «جي بي تي 4» يشبه طالبا جامعيا.

– «تشات جي بي تي» يدخل عالم التسوق.. ذكاء صناعي يرشّح المنتجات ويختصر عناء البحث
– بعد النمو الصاروخي.. هل وصل الذكاء الصناعي إلى حدوده القصوى؟
– استخدام الذكاء الصناعي التوليدي يحقق نموا متسارعا

تتنافس شركات التكنولوجيا العملاقة على تطوير نماذج جديدة أكثر تطورا قادرة على «التفكير» وأداء المهام بشكل مستقل، وتركز أنظارها على ما يُسمى بالذكاء الصناعي «العام» أو «الفائق الذكاء»، الذي يتمتع بقدرات معرفية تفوق قدرات البشر.

تسارعت وتيرة التطوير مع سعي مختلف المجموعات لجعل أدوات المساعدة بالذكاء الصناعي، أبرزها «تشات جي بي تي» و«جيميناي» (غوغل) و«ميتا إيه آي» و«كلود» (أنثروبيك)، لا غنى عنها في الحياة اليومية لأكبر عدد ممكن من المستخدمين والمطورين.

تحاول «غوغل» و«ميتا» (فيسبوك وإنستغرام) الإفادة في هذا السباق من قاعدتيهما الضخمتين من المستخدمين، فيما رسّخت «أنثروبيك» مكانتها، لا سيما بين المحترفين. أما «غروك» من شركة «إكس إيه آي» التابعة لإيلون ماسك، فقد تم دمجها مباشرةً في منصة إ«كس» الاجتماعية.

«ديب سيك» الصينية
أحدثت شركة «ديب سيك» الصينية الناشئة ضجة في وقت سابق من هذا العام بإطلاقها «ار 1»، وهو نموذج مفتوح المصدر ومتقدم رغم القيود المرتبطة بالتكنولوجيا والميزانية.

لكن «تشات جي بي تي» لا يزال الاسم الأكثر شهرة بين عامة الناس، إذ يضم ما يقرب من 700 مليون مستخدم نشط أسبوعيا.

قدّمت «أوبن إيه آي» نموذج «جي بي تي 5» على أنه «الأذكى» و«الأسرع» و«الأكثر فائدة» حتى الآن.

وقال سام ألتمام «يُمكن لجي بي تي 5 أن يُقدم لك إنجازاتٍ مذهلة. يُمكنه إنشاء برامج فورية عند الطلب يتمتع بقوة خارقة مذهلة».

طلب أحد مهندسي «جي بي تي 5»، يان دوبوا، من مُساعد الذكاء الصناعي المُستخدم في اللغة اليومية إنشاء تطبيق إلكتروني لتعلم اللغة الفرنسية باستخدام الألعاب. أنتج «جي بي تي 5» على الفور مئات الأسطر البرمجية، وبدأ الموقع الإلكتروني الأساسي بالعمل في دقائق.

ووفقا للشركة، فإن «جي بي تي 5» أقل عُرضة لتقديم إجابات غير منطقية مقارنة بالنماذج السابقة، فهو «يُقر» عندما لا يعرف بدلا من اختلاق إجابة تبدو مُقنعة في الظاهر لكنها غير دقيقة.

كما جرى تعزيز ميزات الأمان في الإصدار الجديد. وأوضح أحد مسؤولي أمن المنتجات في الشركة أليكس بيوتيل أنه «في السابق، كان النهج ثنائيا. إذا بدا الاستعلام آمنا، فسيعمل النموذج، وإذا لم يكن كذلك، فلن يعمل».

مع «جي بي تي 5»، في حالة الشك في وجود دوافع إجرامية محتملة، «سيكتفي النموذج بتقديم معلومات عامة لا يمكن أن تُسبب ضررا».

سيصبح المساعد الرقمي قابلا للتخصيص أيضا، إذ سيتمكن المستخدم من اختيار نبرة موجزة أو ودية أو ساخرة، كما سيتاح له الاتصال بخدمة الرسائل الإلكترونية في غوغل «جي مايل».

 استثمارات هائلة 
أعلنت ميكروسوفت، المستثمر الرئيسي في «أوبن إيه آي»، أن «جي بي تي 5» بات متاحا على منصاتها المختلفة للمهندسين، وعلق إيلون ماسك على إكس قائلا «أوبن إيه آي ستسحق ميكروسوفت».

تأسست «أوبن إيه آي» كمنظمة غير ربحية العام 2015، وكان إيلون ماسك أحد مؤسسيها، بهدف إنشاء ذكاء صناعي عام يُفيد البشرية جمعاء.

صرح سام ألتمان «من الواضح أن جي بي تي 5 نموذج ذكي، لكنه يفتقر إلى عنصر مهم لتحقيق الذكاء الصناعي العام  فهو ليس نموذجا يتعلم باستمرار من الأشياء التي يكتشفها».

وأضاف «من الواضح أن الأمر سيتطلب استثمارات ضخمة في قوة الحوسبة للوصول إلى هذا الهدف، لكننا نعتزم الاستمرار».

قُدرت قيمة هذه الشركة الناشئة الرائدة في سيليكون فالي بـ300 مليار دولار في مارس.