باحثون يصححون “مغلوطات” في نتائج دراسة علمية حول تأثير المناخ على الناتج المحلي الإجمالي

باحثون يصححون “مغلوطات” في نتائج دراسة علمية حول تأثير المناخ على الناتج المحلي الإجمالي

شابت أخطاء منهجية دراسة نُشرت في مجلة «نيتشر» العلمية وتوقعت تباطؤًا في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 62% بحلول سنة 2100 بسبب الاحترار المناخي، على الرغم من أن التأثير موجود فعليًا بحسب الخبراء.

وأثارت الدراسة التي نُشرت في أبريل 2024 قلق المؤسسات المالية حول العالم. لكنّ تحليلا جديدا نشره الأربعاء باحثون في جامعة ستانفورد، أظهر أن التأثير المحسوب سيكون أقل بثلاث مرات تقريبًا، ويعود الخطأ إلى سوء معالجة البيانات المتعلقة بأوزبكستان، وفق وكالة «فرانس برس». 

وقد يُسحب المقال المنشور العام 2024 من المجلة المرموقة، وهو إجراء يندر اتخاذُه، وأقرّ المؤلفون الأربعاء بوجود أخطاء في معالجة البيانات وفي المنهجية المتبعة. وأكدوا أنهم بحثوا مع باحثي ستانفورد في سبل تحديد هذه المشكلات وتصحيحها.

– دراسة علمية تجيب: كيف يهدد التغير المناخي فاتورة الغذاء العالمية؟

واستخدم ماكسيميليان كوتز ومعدّو الدراسة الآخرون من معهد بوتسدام لأبحاث المناخ في ألمانيا مجموعة بيانات من 83 دولة لتقييم كيفية تأثير التغيرات في درجات الحرارة وهطول الأمطار على النمو الاقتصادي بحلول نهاية القرن. 

وأشار موقع «كاربون بريف» المعني بالشؤون المناخية إلى أن هذه المقالة احتلت العام 2024 ضمن فئتها المرتبة الثانية من حيث الاستشهادات بها. وقد أُعيد نشرها في سلسلة من التقارير الصادرة عن المؤسسات المالية.

كيف اكتشفت أخطاء الدراسة؟
وكانت وكالة «فرانس برس» من بين وسائل إعلام عدة غطت نشرها، إلا أن التباين الواضح في النتائج، مقارنةً بالدراسات السابقة المنشورة عن هذا الموضوع، أثار فضول فريق البحث في جامعة ستانفورد.

وقال سولومون هسيانغ الذي شارك في إعداد التحليل المنشور الأربعاء للوكالة الفرنسية «لقد فوجئنا لأن معظم التوقعات كانت تقدّر التباطؤ بنسبة 20 %»، وهو أصلًا «رقم مرتفع جدًا».

وعندما حاول هسيانغ وفريقه تكرار نتائج الدراسة، اكتشفوا جوانبًا غير طبيعية في معالجة البيانات المتعلقة بأوزبكستان.

وقال لوكالة «فرانس برس»، «عندما حذفنا أوزبكستان» من التحليل، تغيرت التقديرات «فجأة». وأضاف «من غير المُفترض أن يحصل ذلك».

عيوب منهجية وراء الأخطاء
وأقرّ معدّو دراسة العام 2024 بوجود عيوب منهجية، من بينها تباين أسعار الصرف، ونشروا نسخةً مصححةً من تحليلهم الأربعاء، لم تخضع بعد لمراجعة باحثين محايدين.

وفي ما يتعلق باحتمال سحب الدراسة، أكد مسؤول التحرير في مجلة «نيتشر» كارل زيمليس أن ملاحظة تحريرية أُضيفت إليها في نوفمبر 2024، «بمجرّد اكتشاف مشكلة في البيانات والمنهجية».