بعد الموافقة عليها.. من يتحمل تكلفة الرسوم الجمركية الأمريكية؟

بعد الموافقة عليها.. من يتحمل تكلفة الرسوم الجمركية الأمريكية؟

يتوقع أن يكون للرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها واشنطن على عشرات الدول ودخلت حيز التنفيذ اليوم الخميس، تداعيات اقتصادية، ومن غير المستبعد أن يكون للرسوم الجمركية تداعيات أوسع نطاقا على الاقتصاد العالمي مع احتمال انخفاض الطلب.

بين ارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلكين، وانخفاض هوامش الربح للشركات، وفقدان القدرة التنافسية، في ما يأتي نقاط بارزة حول الأطراف الرئيسية المتأثرة بالتعريفات، بحسب وكالة «فرانس برس». 

المستهلكون الأميركيون وخطر التضخم 
مع فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على السيارات اليابانية، و20% على منسوجات فيتنام، و100% على أشباه الموصلات، قد يضطر المستهلكون الأميركيون إلى دفع المزيد مقابل السلع ما لم يستعيضوا عنها ببدائل محلية.

من جانبه، توقع رئيس الاحتياطي الفدرالي الأميركي جيروم باول أواخر يوليو أن يبدأ تأثير الرسوم الجمركية الإضافية في الظهور على «فئات معينة من السلع».

ويؤكد الأستاذ الفخري بجامعة باريس دوفين فيليب شالمان أنه قد يزداد تأثير الرسوم في القطاعات التي لا يتوفر للولايات المتحدة أي إنتاج محلي منها.

– أميركا تبدأ فرض الرسوم الجديدة على منتجات عشرات الدول
– ترامب: مليارات الدولارات تتدفق إلى أميركا مع بدء فرض الرسوم الجديدة

وقد طالت النحاس الذي يستورد معظمه من تشيلي، أكبر منتج له في العالم، رسوم جمركية أميركية بنسبة 50% في مرحلة أولى.

يقول شالمان «بما أن نصف احتياجات الولايات المتحدة تستورد من تشيلي، فقد ارتفع سعر النحاس في السوق الأميركية بنسبة 25% مقارنة بالمعدل العالمي عقب الإعلان»، وفق وكالة «فرانس برس». 

وفي النهاية، قررت إدارة الرئيس دونالد ترامب التراجع عن قرارها وفرضت رسوما فقط على منتجات النحاس شبه المصنعة.

فقدان القدرة على التنافسية 
وقد يطال الضرر الشركات المصدّرة أيضا، إذ إن زيادة أسعار منتجاتها تؤدي إلى فقدان القدرة التنافسية في الولايات المتحدة.

ويقول رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي في شركة كوفاس برونو دي مورا فرنانديز، «ستكون هناك اختلافات قطاعية، وحتى داخل القطاع نفسه، فسوف يعتمد ذلك على القوة التفاوضية لكل طرف»، من المنتِج وتاجر الجملة وتاجر التجزئة.

ومع ذلك، يعتقد الخبير الاقتصادي أن التأثير سيكون ملحوظا خصوصا على الصناعات التي تواجه صعوبات أصلا للتنافس مع نظيرتها الأميركية، وخاصة في الصناعات الكيميائية والصلب، بحسب الوكالة الفرنسية.

تخفيض هوامش الربح
أعلنت شركات أنها ستخفض هوامش الربح لتخفيف آثار الحرب التجارية، ويطال التأثير شركات تصنيع السيارات خصوصا. ففي العام 2025، تتوقع مرسيدس الألمانية انخفاض مبيعاتها بشكل ملحوظ مقارنة بالعام الماضي، بالإضافة إلى هامش ربح تشغيلي أقل من المتوقع.

من جانبها، لا تتوقع بورشه حاليا سوى هامش ربح يتراوح بين 5 و7%، مقارنة بـ10 و12% في بداية العام.

ويؤكد برونو دي مورا فرنانديز أنه قبل كل شيء «ربما تكون هناك فترة انتظار لمعرفة ما سيحدث، وكيف يتصرف المنافسون، وما إذا كانت الشركة قادرة على التعامل مع زيادات الأسعار».

وفي السياق، حذّرت شركات النفط من انخفاض الأرباح، ومن بينها شركة شل البريطانية التي أعلنت عن انخفاض صافي الربح في النصف الأول من العام بسبب تراجع الهوامش والأسعار، إذ أدت الرسوم الجمركية المتزايدة إلى انخفاض الطلب العالمي على الطاقة.