ليبيا تصعد 25 مرتبة في مؤشر السلام العالمي

ليبيا تصعد 25 مرتبة في مؤشر السلام العالمي

سجلت ليبيا التحسن الأكبر في مؤشر السلام العالمي منذ العام 2020 تقريبًا، وتقدمت 25 مركزًا في التصنيف العالمي، لتحل في المرتبة رقم 131 بالقائمة لعام 2025، بمعدل 2.4 نقطة مع بقائها ضمن الصراعات طويلة الأمد.

غير أن تقرير مؤشر السلام العالمي للعام 2025، الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام، قد أشار إلى وجود بعض التحديات المستمرة أبرزها الحكم المنقسم والتدخلات الأجنبية والضعف المؤسسي، وهي عوامل تقوض الاستقرار وتجعل السلام في البلاد غير مستدام.

مستوى أقل من الصراع المفتوح
ورصد التقرير، المنشور اليوم الأربعاء، مستوى مخفضًا بشكل ملحوظ في الصراع المفتوح خلال السنوات القليلة الماضية، لكنه رأى أن هذا السلام النسبي يخفي وراءه هشاشة اجتماعية شديدة، وتشرذمًا في المشهد العسكري والسياسي، مما يجعلها عرضة لخطر تجدد الصراع.

تنعكس هذه الهشاشة في التدهور المستمر على مؤشر السلام الإيجابي، وهو مقياس معهد الاقتصاد والسلام للصمود الاجتماعي والمؤسسي. فعلى الرغم من تراجع وتيرة العنف أخيرًا في ليبيا، جاء ذلك نتيجة جمود اجتماعي وسياسي. 

– مستشار ترامب وتيتيه يتبادلان الرأي حول تفعيل العملية السياسية في ليبيا
– تيتيه لـ«نوفا»: هذه أكبر العقبات أمام حل الجمود السياسي في ليبيا
– تحسّن ترتيبها 4 مراكز.. معهد السلام يكشف سبب طول أمد الصراع في ليبيا

قطر أكثر الدول العربية سلامًا
فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حلت قطر في صدارة قائمة أكثر دول المنطقة أمانًا، تليها الكويت ثم عمان ثم الإمارات، في حين حلت ليبيا في المرتبة 12 بعد مصر. بينما جاءت السودان واليمن وسورية في ذيل القائمة.

ولا تزال منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أقل مناطق العالم سلمًا للعام العاشر على التوالي. وقد شهدت المنطقة تدهورًا طفيفًا في مستوى السلم خلال العام الماضي، حيث انخفض متوسط درجتها على مؤشر السلام العالمي بنسبة 0.17%. وتقع أربع من الدول العشر الأقل سلمًا في مؤشر السلام العالمي للعام 2025 في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتزامن أبرز تراجع في مستوى السلام بالمنطقة مع الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكتوبر العام 2023، وهي الحرب التي أفضت إلى سقوط أكثر من 63 ألف شهيد، وترجح بعض التقديرات أن عدد القتلى الحقيقي أكبر بكثير. 

كما تدهور وضع السلم في المنطقة مع انخراط كل من سورية وإيران ولبنان واليمن في صراعات بدرجات متفاونة. 

تدهور حالة السلام عالميًا
وعالميًا، رصد المؤشر تحسن حالة السلام في 74 دولة ممن شملها التصنيف، في حين تدهور وضع السلام في 87 دولة تقريبًا حول العالم.

وتصدرت دول أيسلندا وأيرلندا ونيوزيلندا والنمسا وسويسرا قائمة أكثر الدول سلمًا في العالم، في حين حلت دول روسيا وأوكرانيا والسودان وجمهورية الكونغو واليمن وسورية في ذيل القائمة. 

وجاء في نتائج التقرير: «وجد مؤشر السلام العالمي أن العالم أصبح أقل سلامًا للمرة الـ13 في 17 عامًا متتالية، مع تدهور متوسط مستوى السلام بالدول بـ0.36% على مدار العام، وهو العام السادس على التوالي الذي يسجل فيه العالم تدهورًا في مؤشر السلام».

وكان المحرك الرئيسي لارتفاع وتيرة الصراعات المستمرة هو زيادة عدد الصراعات الخارجية، حيث شهدت 46 دولة المزيد من الصراعات الخارجية هذا العام مقارنة بالعام الماضي.

الأثر الاقتصادي للعنف
أوضحت نتائج التصنيف العالمي أن التأثير الاقتصادي العالمي للعنف بلغ 19.97 تريليون دولار من حيث تعادل القوة الشرائية الثابتة في العام 2024، ما يعادل 11.6% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

تمثل هذه النتيجة زيادة بنسبة 3.8% مقارنة بالعام 2023، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى زيادة بنسبة 6% في الإنفاق العسكري وزيادة بنسبة 44% في خسائر الناتج المحلي الإجمالي الناجمة عن الصراع.

في حين بلغ الإنفاق على بناء وحفظ السلام 47.2 مليار دولار في العام 2024، أي ما يعادل 0.52% فقط من إجمالي الإنفاق العسكري من حيث تعادل القوة الشرائية. ويمثل هذا انخفاضًا حقيقيا بنسبة 26% مقارنة بـ 64 مليار دولار في العام 2008.