ميماكي… الناجي من هيروشيما يتحدث إلى العالم: «لم يُصغِ أحد منذ 80 عامًا»

في الذكرى الثمانين لأول قصف نووي في التاريخ، يقف ميماكي، الناجي من قنبلة هيروشيما، محاطًا بالذكريات والندوب، لا على جسده فقط، بل في أعماق روحه. يبدو صوته واهنًا، لكنه يحمل من الغضب والوضوح ما يكفي لإيقاظ الضمائر.
ميماكي، الذي كان في الثالثة من عمره عند وقوع الانفجار في 6 أغسطس 1945، أصبح لاحقًا أحد أبرز دعاة نزع السلاح النووي في العالم، ورئيسًا مشاركًا لمجموعة «نيهون هيدانكيو» التي نالت جائزة نوبل للسلام العام 2024.
يقول في حوار لـ«سكاي نيوز» البريطانية والمرارة تعتصره: «الآن هو العصر الأكثر خطورة. روسيا قد تستخدم السلاح النووي، وكوريا الشمالية، والصين، وربما حتى أميركا. إنهم لا يصغون، على الرغم من أننا نناشد ونناشد منذ عقود».
– بدقيقة صمت.. إحياء الذكرى الثمانين لإلقاء قنبلة ذرية على هيروشيما
– في ذكراها.. إبداعات يابانية مستوحاة من مأساة هيروشيما وناجازاكي
– مدرسة يابانية تجسد بالفن ذكريات الناجين من قنبلة هيروشيما الذرية
يحكي ميماكي عن يوم القنبلة كمن يستعيد شريطًا من كابوس لا ينتهي. رأى وميضًا غريبًا في السماء أثناء اللعب، دون أن يسمع صوتًا. كانوا على بعد 17 كيلومترًا من مركز الانفجار، لكن المدينة تلاشت كما لو لم تكن. والدُه نجا بأعجوبة من القبو في مكان عمله، وعاد بعد أربعة أيام ليجد هيروشيما ركامًا.
«لماذا يحب البشر الحرب إلى هذا الحد؟»
وعلى الرغم مرور عقود، لا تزال آثار القنبلة تنهش في أجساد الناجين. يقول: «السرطان ما زال يفتك بالناس. البعض لا يزال في المستشفيات، وأنا أيضًا مهدد».
لم تكن الإصابة بالإشعاع وحدها ما لاحق الهيباكوشا (الناجين من القنابل النووية)، بل عانوا من الوصمة المجتمعية، والرفض، والعزلة. كثيرون أخفوا هويتهم عقودًا، تفاديًا للتمييز، واليوم، يتردد بعضهم حتى في طلب الدعم المستحق لهم.
يروي ميماكي بحزن عن طفلة كانت معه، أصيبت بالمرض ذاته، لكنها لم تنجُ: «ماتت، ونجوت». ويضيف: «الشعور بالذنب لا يفارقني».
وبينما تُحيي هيروشيما الذكرى الثمانين، يخشى ميماكي أن تُمحى هذه الفاجعة من الذاكرة الحية، في عالمٍ لا يزال يلوّح بالرؤوس النووية ويحتفظ بأكثر من 12 ألف رأس منها.
يتساءل ميماكي «لماذا يحب البشر الحرب إلى هذا الحد؟، قبل أن يختم بصوت متهدج: «نكرر ونصرخ منذ ثمانين عامًا. لم يُصغِ أحد.. نحن الهيباكوشا، هذه رسالتي».