مروة التومي: الانتقال من الطب إلى الفن.. سحر الجمال وتأملات الغوص في الأعماق

مروة التومي: الانتقال من الطب إلى الفن.. سحر الجمال وتأملات الغوص في الأعماق

في المشهد الفني الليبي المعاصر، تبرز الفنانة التشكيلية الليبية مروة التومي كوجه جديد يحمل في ملامحه ذكاء الطب ودهشة الفن. فنانة جاءت من خلفية علمية، إذ درست الطب، لكنها اختارت أن تمارس فعل التشخيص والمعالجة بوسائط أخرى، تتجاوز لغة الجسد إلى عمق النفس عبر اللون والخط والمساحة.

سيرة فنية
ولدت مروة التومي في ليبيا، وبدأت رحلتها المهنية في مجال الطب، لكنها سرعان ما انحازت لصوتها الداخلي، حيث الفن والتعبير البصري. لم تكن بدايتها في الفن تقليدية أو أكاديمية، بل نابعة من تجربة ذاتية، وشغف عميق بالتأمل في الذات والآخر.

-شفاء سالم فنانة ليبية تروي قصصا بريشة ما قبل التاريخ
-أويس الفنطازي.. موهبة ليبية فطرية بحاجة إلى دعم ورعاية

وترى التومي أن الفن ليس بالضرورة أداة لنقل رسالة مباشرة، بل هو إحساس متكامل، ومجال مفتوح للتأويل. وفي أحد تصريحاتها تقول: «لا أؤمن بأن على الفن إيصال رسالة بالضرورة. أنا أؤمن بأن الفن إحساس قبل كل شيء، متعة قبل أن يكون شرحاً، شعور قبل أن يكون شعاراً».

معرض «غرق»
شهد عام 2022 انطلاقة التومي الفعلية في عالم الفن من خلال معرضها الشخصي الأول، الذي حمل عنوان «غرق»، وأقيم في العاصمة طرابلس. ضم المعرض قرابة عشرين عملاً فنياً، تنوعت بين اللوحة والمنحوتة، وقدّمت فيه الفنانة رؤية عميقة لتجربة الغرق الوجودي، ليس بوصفه فناءً، بل بحثاً مضنياً عن طوق نجاة نفسي وروحي.

في هذا المعرض، تناولت التومي ثيمات إنسانية حساسة تتعلق بالصراع الداخلي، وثقل التجارب، والتوق إلى الخلاص، مع حضور لافت لصورة المرأة كرمز معقّد يتأرجح بين الهشاشة والقوة، الغرق والنجاة.

رؤية فنية
تميل التومي في أعمالها إلى التعبير التجريدي والتكوينات الحرة، حيث تنبع أعمالها من الإحساس لا من القواعد الأكاديمية الصارمة. ترفض أن تشرح لوحاتها، وتترك للمتلقي حرية التفسير والتفاعل، إيماناً منها بأن الفن تجربة شعورية فردية، يجب ألا تُقيَّد بالكلمات.

وتقول: «أستلهم من النساء القويات، كما أستلهم من النساء الضعيفات. أستلهم من الألم، من الغرق، ومن الرغبة المستمرة في النجاة».

تجربة مختلفة
تتميز تجربة مروة التومي بأنها تخرج من المسارات التقليدية، فهي تجمع بين خلفية علمية صارمة وحس جمالي فطري، جعل من أعمالها نافذة لطرح تساؤلات وجودية أكثر منها إجابات. تعتمد في عملها على الصدق الداخلي والتأمل الهادئ في القضايا الكبرى، ما يمنح أعمالها بعداً إنسانياً عميقاً.

مروة التومي ليست مجرد فنانة تشكيلية ناشئة، بل تجربة بصرية تتسم بالصدق والشغف والجرأة. في أعمالها يتحول الفن إلى مساحة للبوح والصراع والتطهّر، ويصبح الغرق نفسه لحظة تأمل في معنى النجاة.

الفنانة الليبية الشابة مروة التومي (فيسبوك) الفنانة الليبية الشابة مروة التومي (فيسبوك) الفنانة الليبية الشابة مروة التومي (فيسبوك) الفنانة الليبية الشابة مروة التومي (فيسبوك) الفنانة الليبية الشابة مروة التومي (فيسبوك) الفنانة الليبية الشابة مروة التومي وبرموشن معرضها غرق (فيسبوك) الفنانة الليبية الشابة مروة التومي وبرموشن معرضها غرق (فيسبوك)