ما فائدة الطريق البري بين مصر وليبيا وتشاد؟ خبراء مصريون يوضحون.

تحدث خبيران مصريان عن أهمية مشروع الربط البري بين ليبيا ومصر وتشاد، مشيرين إلى العوائد الاقتصادية والتنموية التي ستعود على الدول الثلاث، منها زيادة حركة التجارة البينية بتسهيل نقل البضائع.
أستاذ هندسة الطرق بجامعة عين شمس د. حسن مهدي رأى أن المشروع «تنموي امتياز»، إذ يخدم أغراض التنمية والتكامل الاقتصادي والتجاري بين الدول الثلاث بالنظر إلى المسافة الطويلة التي يقطعها.
ويقول د.مهدي في حديثه إلى قناة «الوسط»، إن المشروع هدفه ربط تجارة هذه الدول مع بقية القارة والعالم، إذ يمتد إلى 400 كيلومتر بالأراضي المصرية، و380 كيلومترا في الأراضي الليبية، و930 كيلومترا بالأراضي التشادية. كما أنه يمكن أن يضم دولًا أخرى في المستقبل، وقد يتوسع مع تعظيم حركة التجارة، ليكون شريان الحياة بين الدول المشتركة فيه.
محور «القاهرة – كيب تاون».. امتداد مصري لعمق أفريقيا
أضاف د. حسن أن هذه النوعية من المشاريع مفيدة اقتصاديًا للدول غير المتشاطئة، التي ليست لها أي حدود بحرية أو نهرية، وهو ما يساعدها على التصدير والاستيراد بنقل تجارتها إلى دول لها موانئ بحرية، ومن ثم نقلها إلى باقي دول العالم، مشيرًا إلى محور «القاهرة – كيب تاون» البري، الذي يمر بتسع دول أفريقية، «قد أنهت مصر الجزء الخاص بها، وهي على استعداد لمساعدة الدول الأخرى على إنهاء أعمالها».
وتابع: «هناك دراسات تجري على أرض الواقع للمرحلة الأولى من الحدود الليبية – التشادية إلى منطقة أم جرس في تشاد، مع تحديد بدائل عدة لهذا المسار، بما يعظم التبادل التجاري، مع تأكيد إمكانية ربط هذا الطريق بدول أخرى متاخمة أو لها حدود مع تشاد».
وفي حين ينتهي الطريق بطول 930 كيلومترا داخل تشاد، فإنه يمكن مده إلى بنجامينا، وهو ما يفيد مصر في الوصول إلى العاصمة التشادية، وذلك مع تطبيق القوانين الخاصة بالمرور والطرق في كل دولة يمر بها، وفق د. مهدي.
الاستفادة من موقع مصر وعلاقاتها التجارية مع أوروبا
من جهته، أكد الباحث المصري رئيس وحدة أفريقيا بمركز «العرب للدراسات»، د. رامي زهدي، أن المشروع ليس مجرد طريق بري، وإنما هو محور للتنمية وللترابط والتكامل مع كل من ليبيا وتشاد. وأضاف: «مصر لا تحتاج لربط بري مع ليبيا، لأنها بالفعل تمتلك حدودا مترابطة، ويعتمد كل منها على الآخر. لكن هذا المشروع طريق بفكر متجدد، ومراكز لوجستية مفيدة تجاريا».
وخلال حديثه لقناة «الوسط»، أوضح د. زهدي أن «ليبيا في عصرها الذهبي كانت مركزا للقارة الأفريقية، إذ كانت طرابلس عاصمة لحركة التجارة بالقارة، ومصر الآن رابط قوي بين دول القارة السمراء وأوروبا، الأمر الذي يمكن الاستفادة منه لمصلحة البلدين»، وفق قوله.
– تشاد تعلن بدء «المسح الطبوغرافي» لمشروع الطريق الحدودي مع ليبيا ومصر
– رئيس تشاد يجري محادثات في انجمينا مع وفد من حكومة الوحدة (فيديو)
– وسط تحديات جيوسياسية.. مشروع مغربي طموح لربط الساحل الأفريقي بالأطلسي
– حكومة حماد: تشكيل لجنة ثلاثية لتنفيذ طريق دولي يربط ليبيا ومصر وتشاد
معاناة أفريقية في سلاسل الإمداد والتمويل
أضاف د. زهدي أن الإمكانات الصناعية والزراعية لمصر مفيدة للدول المشاركة في الطريق، الذي يعد جزءًا من سلسلة أخرى من المشروعات التي تنفذها القاهرة مع دول أفريقية.
وشدد على أن المشروع يجب أن يجرى تنفيذه في إطار الطمأنة وليس الشك، فـ«المحاور الأمنية والاقتصادية مهمة»، إذ تبحث القاهرة عن مصالح تنموية مع أشقائها الأفارقة، خصوصا في ظل ما تعانيه القارة من ظروف صعبة في سلاسل الإمداد والتمويل.
وأشار د. زهدي إلى وجود مساعٍ مصرية لإقامة طريق ربط ساحلي بالبحر المتوسط، يمتد إلى الغرب الليبي ويصل إلى تونس والجزائر، وهناك محاور أخرى لربط دول القرن الأفريقي، وهي أعمال غرضها تجاري واقتصادي في المقام الأول.
مشروع الربط التجاري بين مصر والسعودية والعراق
إلى جانب مشروع الطريق البري لمصر مع ليبيا وتشاد، بدأت مصر بالفعل في تشغيل طرق مشابهة، منها الممر التجاري الرابط بين مصر والسعودية ووصولا إلى العراق.
والأسبوع الماضي، بدأت أولى شحنات برية عبر الممر التجاري الإقليمي الذي يبدأ من القاهرة إلى ميناء نيوم السعودي وصولا إلى أربيل العراقية، قاطعة مسافة تتجاوز 900 كيلومتر، بما يسهم في تقليص زمن نقل الشحنات بأكثر من 50% مقارنة بالمسارات الأخرى التقليدية.