مخرجو بوليوود يتنافسون على إنتاج أفلام تتناول عملية “سيندور”

يتسابق المخرجون في بوليوود إلى تحقيق مكاسب سينمائية من المشاعر الوطنية التي أججتها المواجهة المسلحة الأخيرة بين الهند وباكستان من خلال تسجيل حقوق أفلام مرتبطة بعملية «سيندور»، وهي اسم العملية العسكرية الهندية نسبةً إلى المسحوق الأحمر الذي تُزين به العرائس الهندوسيات شعرهن.
وسارعت الاستوديوهات السينمائية إلى تسجيل حقوقها باستخدام عدد من العناوين، من بينها «المهمة سيندور»، و«سيندور: الانتقام»، و«إرهاب في باهالغام»، سعيا إلى الاستفادة من موجة الحماسة الوطنية، وفق وكالة «فرانس برس».
وقال المخرج فيفيك أغنيهوتري في حديث للوكالة الفرنسية : «إنها قصة يجب أن تُروى»، مضيفا: «لو تعلق الأمر بها، لأنجزت هوليوود عشرة أفلام عن هذا الموضوع. الناس يريدون معرفة ما جرى خلف الكواليس».
وقد أخرج أغنيهوتري عام 2022 فيلم «ذي كاشمير فايلز» The Kashmir Files (ملفات كشمير) عن النزوح الجماعي للهندوس من كشمير في تسعينات القرن العشرين، وحقق إيرادات كبيرة في الهند.
ومن جانبه، أشاد حزب «بهاراتيا جاناتا القومي» الحاكم بالفيلم، لكن نقادا كثرا رأوا أنه يهدف إلى إثارة الكراهية ضد المسلمين، وهم أقلية في الدولة ذات العدد الأكبر من السكان في العالم.
لا للقصص الموجهة
أعرب الناقد السينمائي وكاتب السيناريو راجا سين عن أسفه لِكَون الكثير من المخرجين ينجزون أفلاما عن قصص موجَّهَة، تبدو وكأنها مدعومة من الحكومة، وقال: «حاولنا خوض حرب، ثم هدأنا عندما طلب منا الرئيس الأميركي دونالد ترامب ذلك، فأين البطولة في ذلك إذن؟».
كذلك انتقد المخرج أنيل شارما، المعروف بأفلامه الاستفزازية، اندفاع بوليوود لإنتاج أفلام عن هجوم باهالغام، وقال: «إنها عقلية القطيع. هؤلاء صناع أفلام موسميون».
وليس اللعب على الوتر الوطني من خلال السينما أمرا جديدا في بوليوود. ومن هذا المنطلق، غالبا ما يقع الاختيار على مناسبة وطنية، كعيد الاستقلال، لإطلاق فيلم مع درجات نجاح متفاوتة.
– «باثان» يثير خلافا بين شاروخان والهندوس
ففيلم «تشافا» Chhaava، الذي عُرض في فبراير الماضي، هو فيلم أكشن تاريخي يتناول حياة سامباجي مهراج، حاكم إمبراطورية المراثا (أواخر القرن السابع عشر)، وهو إلى اليوم الأول من حيث الإيرادات هذه السنة، إلا أنه أثار جدلا، إذ رأى البعض أنه ينطوي على معاداة للمسلمين.
أفلام لخدمة مصالح معينة
لاحظ الناقد السينمائي راجا سين أن السينما الهندية تُعطي راهنا صورة عن «الملوك والقادة المسلمين في ظل مناخ من العنف». وأسف لتردد المخرجين في تناول مواضيع «تتعارض مع النظام».
وأضاف: «إذا أُغرق الجمهور بعشرات الأفلام التي تسعى لخدمة مصالح معينة، من دون سماع صوت الطرف الآخر، فإن هذه الدعاية والمعلومات المضللة تطبع الرأي العام وتؤثّر فيه»، وفقا لوكالة «فرانس برس».
وشدد المخرج الشهير راكيش أومبراكاش ميهرا على أن الوطنية تعني تعزيز السلام والوئام من خلال السينما، قائلا: «كيف يمكننا تحقيق السلام وبناء مجتمع أفضل؟ كيف يمكننا أن نتعلم حب جيراننا؟ هذه هي الوطنية في رأيي».