“أويل برايس” يكشف عن “مؤشرات غير مرئية” تحدد معالم مستقبل أسواق النفط

“أويل برايس” يكشف عن “مؤشرات غير مرئية” تحدد معالم مستقبل أسواق النفط

تحدث موقع «أويل برايس» الأميركي عما وصفها بـ«مؤشرات خفية» تعكس تحولات جذرية من شأنه تغيير الوضع في أسواق النفط العالمية خلال السنوات القليلة المقبلة، أبرزها الطلب من الاقتصادات الناشئة في آسيا، والتحول في مشهد موردي الخام، وكذلك الاعتماد الصيني المتنامي على النفط الروسي على الرغم من العقوبات الغربية.

وقال الموقع، في تقرير نشره أمس الأحد، إن «الهدوء السطحي يخيم على عديد من التحولات الجوهرية في طريقها للظهور بالأسواق النفطية. لفهم تلك التحولات، علينا النظر في بعض التغيرات الأوسع نطاقا».

3 تطورات ترسم مستقبل السوق النفطية
وحدد الموقع الأميركي ثلاثة تطورات يعتقد أنها سترسم ملامح سوق النفط العالمية خلال الأشهر الباقية من العام 2025 بل والسنوات القليلة المقبلة، أول تلك التطورات هو مستوى الطلب على الخام من الاقتصادات الناشئة في آسيا، إذ يرجح أن يظل الطلب على النفط من المنطقة قويا على الرغم من التوقعات الحذرة.

– أسعار النفط تنخفض بعد قرار «أوبك بلس» زيادة الإنتاج
– «بلومبرغ»: الهند تواصل شراء النفط الروسي رغم الانتقادات الأميركية
– «بريتيش بتروليوم» تعلن اكتشافها أكبر حقل للغاز والنفط منذ 25 عاما قبالة البرازيل

وسجلت واردات النفط في دول آسيا خلال النصف الأول من العام 2025 قرابة 27.25 مليون برميل يوميا، مرتفعا بمقدار 510 ألف برميل يوميا على أساس سنوي، وهو ما عده التقرير الأميركي «مؤشر مهم بالنظر إلى التوقعات المتواضعة التي قدمتها كل من منظمة (أوبك) ووكالة الطاقة الدولية للنمو في الأمد القريب».

ويرجح «أويل برايس» أن يظل الطلب على الخام قويا حتى العام 2030، مشيرا إلى توقعات بارتفاع الطلب على النفط من الهند بحوالي مليون برميل يوميا بين عامي 2024 – 2030، وهو ما يعكس التوسع الصناعي وزيادة الاستهلاك المحلي وكذلك التطور في البنية التحتية.

كما أكد التقرير أهمية النظر في الطلب من دول فيتنام والفلبين وإندونيسيا، ما يعرف بـ«النمو الآسيوية»، مرجحا زيادة الطلب من الدول خارج مجموعة «أوسيد»، باستثناء الصين والهند، بحوالي 1.3 مليون برميل يوميا بحلول العام 2030.

الطلب من الصين
بالتوازي، يشير التقرير إلى تطور آخر يتعلق بالصين وسلاسل التوريد الخاصة بها، لاسيما مع بروز البرازيل كمورد رئيسي للخام إلى بكين ودول آسيا.

ففي الربع الثاني من العام، قفزت شحنات النفط من البرازيل إلى الصين بنسبة 60% على أساس سنوي، لتبلغ 93.6 مليون برميل، ما يعادل 40% من إجمالي الصادرات النفطية البرازيلية.

ولا تقتصر الشركات الصينية مثل «يونيبك» و«سينوكيم» على زيادة مشترياتها فحسب، بل أصبحت أيضا محورا أساسيا في التخطيط التجاري لشركة «بتروبراس» البرازيلية. 

ويقول التقرير الأميركي: «تلك التطورات كانت متوقعة بالنظر إلى التغيرات الأوسع نطاقا في المنطقة، لاسيما فيما يتعلق بمنظمة (بريكس). أصبحت البرازيل موردا أساسيا للصين، بالتزامن مع تقليص الأخيرة وارداتها من الطاقة الأميركية». 

ففي يونيو الماضي، لم تستورد الصين أي شحنات نفط أو غاز طبيعي مسال أو فحم من الولايات المتحدة، وذلك للمرة الأولى منذ ما يقرب من ثلاث سنوات. في الوقت نفسه، تتدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والبرازيل في مجال الطاقة، حيث تُدد واشنطن بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على النفط البرازيلي، مما يدفع برازيليا إلى التوجه صوب آسيا.

إمدادات النفط من كازاخستان
أما التطور الثالث والأكثر أهمية بالنسبة إلى التقرير هو مدى التماسك بين دول أعضاء تكتل «أوبك بلس»، في ضوء زيادة الإنتاج الكلية من دول المجموعة، واستراتيجية كازاخستان لمضاعفة الطاقة الإنتاجية من 18 مليون طن إلى 39 مليون طن بحلول العام 2040.

وتنظر كازاخستان إلى زيادة صادراتها إلى الخارج، لاسيما الصين والهند ودول آسيا الوسطى. ويؤكد التقرير أهمية مراقبة استراتيجية كازاخستان النفطية عن كثب بالنظر إلى الأهمية التي تحظى بها الخدمات اللوجستية في آسيا.

وتساءل التقرير عن الموقف داخل «أوبك بلس» من إصرار كازاخستان على رفع إنتاجها النفطي بمستوى أكبر من المعدل المتفق عليه داخل التكتل، وماذا يعني ذلك بالنسبة إلى المجموعة ككل.