مصادر دبلوماسية: الرحلات الجوية المنتظمة بين مينسك وبنغازي تثير مخاوف في بروكسل

كشفت مصادر دبلوماسية أن المفوضية الأوروبية تحقق في سلسلة من رحلات الطيران غير الاعتيادية بين عاصمة بيلاروسيا، مينسك، ومدينة بنغازي، وسط مخاوف أوروبية متنامية بأن روسيا تعمل على هندسة تدفقات جديدة من الهجرة غير القانونية صوب جنوب أوروبا.
ونقلت شبكة «يوروأكتيف» الأوروبية، اليوم الإثنين، عن مسؤول أوروبي لم تذكر هويته، أن «رحلات الطيران تسيرها شركة «بيلافيا» البيلاروسية، وأثارت شكوكا في بروكسل حول تنسيق محتمل بين روسيا والسلطات في شرق ليبيا يتعلق بتدفقات الهجرة».
تساؤلات بشأن تورط روسي في أزمة الهجرة
وقال المصدر إن «تكرار وطبيعة رحلات الطيران تلك بين بنغازي ومينسك تثير تساؤلات عدة بشأن دور روسيا في تسهيل تدفقات الهجرة غير القانونية إلى أوروبا».
– تقرير سويسري: روسيا ترسل المهاجرين جوًا إلى ليبيا لتهديد أوروبا «بحرًا»
– باحث بـ«الأوروبي للعلاقات الخارجية» يدعو أوروبا لتوفير بديل ذي مصداقية للنفوذ الروسي في ليبيا
يأتي ذلك في الوقت الذي سجلت فيه تدفقات الهجرة غير القانونية إلى أوروبا قفزة في النصف الأول من العام 2025، مع تسجيل وصول 27 ألف مهاجر إلى إيطاليا وافدين من ليبيا، ووصل سبعة آلاف آخرين على الأقل إلى جزيرة كريت اليونانية، في ثلاثة أضعاف الأعداد المسجلة في الفترة نفسها من العام الماضي.
وأشارت الشبكة الأوروبية إلى ما واجهته أوروبا من تدفقات مماثلة في العام 2021، حيث «لعبت بيلاروسيا دورا محوريا في تسهيل تحركات المهاجرين عبر شرق أوروبا عند الحدود مع بولندا وليتوانيا ولاتفيا، حيث كان يُعتقد أن روسيا لعبت دورا غير مباشر في تسهيل تدفقات المهاجرين عبر شرق أوروبا، مع قيام مينسك بتسهيل بإصدار تأشيرات المرور وتنظيم رحلات الطيران ونقل المهاجرين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا».
وقالت إن «بروكسل الآن تخشى أن تكون روسيا تطبق الاستراتيجية نفسها لإدارة تدفقات الهجرة عبر ليبيا، وتحويل المهاجرين إلى سلاح لزعزعة أمن الكتلة الأوروبية، بحسب تقرير «يوروأكتيف».
الظل التركي
غير أن اليونان، بحسب التقرير، ترى أن الاتحاد الأوروبي يغض الطرف عن لاعب أساسي آخر في الآزمة وهو تركيا. وتشعر أثينا بالقلق أيضا إزاء جهود أنقرة لتنفيذ مذكرة التفاهم بشأن الحدود البحرية الموقعة مع ليبيا.
وتعرب اليونان عن قلق خاص إزاء التحركات الدبلوماسية الأخيرة لأنقرة في ليبيا وإيطاليا، وآخرها كان اجتماع ثلاثي استضافته إسطنبول، الجمعة، جمع الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، ورئيسة الحكومة الإيطالية، جورجيا ميلوني، ورئيس «حكومة الوحدة الوطنية الموقتة»، عبدالحميد الدبيبة، ناقش قضايا الهجرة والتعاون في مجال الطاقة.
ويرى محللون في أثينا أن « اليونان استبعدت عمدا من اجتماع إسطنبول الثلاثي»، كما أعرب مسؤولون يونانيون عن مخاوفهم من «أن يمثل اجتماع إسطنبول الثلاثي تحولا في المواءمات الإقليمية، لا سيما في ضوء التقارب الأخير بين تركيا والمشير خليفة حفتر».
في الأثناء، انتقدت المعارضة اليونانية «الحكومة بسبب تهميشها دبلوماسيا في المنطقة، متهمة رئيس الحكومة الإيطالية بتجاهل حليفها المقرب في الاتحاد الأوروبي، رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، بعدم دعوته إلى الاجتماع».