أهالي قرية في ويلز يحمون حانة تاريخية تعود لـ 200 عام

أهالي قرية في ويلز يحمون حانة تاريخية تعود لـ 200 عام

لا يتعامل السكان مع «رادنور آرمز» على أنها مجرد حانة، بل تُقام فيها أيضا مجموعة من الأنشطة، من جلسات صباحية للأمهات وأطفالهنّ إلى جلسات دعم لمرضى الزهايمر ومن يتولّون رعايتهم.

وقبل بضع سنوات، كانت الحانة التي تعود إلى نحو 200 عام وتقع في إحدى قرى ويلز، في حالة سيئة جدا، لكن حاليا أُعيد إحياؤها وبات يتردد من جديد صدى الضحك بين جدرانها، بفضل عزيمة بعض السكان الذين نجحوا في جمع الأموال لإنقاذها، وفق وكالة «فرانس برس». 

افتُتحت الحانة في ثلاثينات القرن التاسع عشر في نيو رادنور، وهي قرية خلابة في جنوب ويلز، وأُغلقت سنة 2016 بسبب قلة الربحية. 

في السابق، كان في إمكان سكان نيو رادنور البالغ عددهم 438 نسمة الاختيار بين ست حانات، لكن إغلاق «رادنور آرمز» العام 2016 قلّص خيارتهم.

مكان مفتوح للجميع 
وتقول رئيسة مجموعة إنقاذ الحانة سو نورتون «كان مكانا مفتوحا للجميع. عايشنا فيه ولادات ووفيات وحفلات زفاف».

وفي مسعى لإنقاذ الحانة، لجأت نورتون والمجموعة إلى «صندوق الملكية المجتمعية»، وهو برنامج حكومي يساعد الناس على شراء الحانات أو المتاجر المهددة بالإغلاق، وجمعت حملة تبرعات العام الماضي 200 ألف جنيه استرليني (نحو 266 ألف دولار)، وهو مبلغ تضاعف بفضل برنامج المساعدة الحكومية، بالإضافة إلى منحة أخرى بـ40 ألفا، ما وفّر لسكان القرية مبلغا إجماليا قدره 440 ألف جنيه.

بفضل ذلك، تمكّن سكان القرية من شراء الحانة وتجديدها وإعادة فتحها، داعين متطوعين للعمل فيها، ومن بين هؤلاء يوجين مارشينكو، وهو لاجئ أوكراني (44 عاما)، استقبله أحد سكان القرية مع زوجته وابنه.

– حانة أسترالية عمرها 130 عامًا تعرض للبيع

ويقول «قرأتُ في الكتب أن الحانات هي تقليد بريطاني شهير، وأختبر ذلك حاليا. لا يقتصر الأمر على شرب الكحول، بل هو مكان للمشاركة، إذ إن الجميع يعرفون بعضهم البعض».

ساهم صندوق الملكية المجتمعية الذي أُنشئ العام 2021 في عهد رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، في إنقاذ 55 حانة في مختلف أنحاء بريطانيا، بحسب جمعية «بلانكيت المملكة المتحدة» التي تدعم المشاريع التجارية في المناطق الريفية.

صعوبات مالية وراء إغلاق الحانات 
لكن حكومة حزب العمال التي تولت السلطة العام 2024، أوقفت البرنامج في ديسمبر، مرجعة السبب إلى صعوبات مالية «ورثتها» من المحافظين.

ولاقت عشرات الآلاف من الحانات المصير نفسه في المملكة المتحدة، نتيجة ارتفاع تكاليف التشغيل وانخفاض استهلاك الكحول. وخلال السنوات الخمسة والعشرين الماضية، أغلق أكثر من ربع الحانات البالغ عددها 60800 وفق إحصاء أجري العام 2000، بحسب الوكالة الفرنسية. 

ويُتوقَّع أن تغلق 378 حانة أبوابها هذا العام، بمعدل أكثر من حانة يوميا، من بين 45 ألفا لا تزال تعمل، بحسب جمعية البيرة والحانات البريطانية (BBPA).