خليفة بن صريتي يكتب لـ«بوابة الوسط»: طرق التخلص من السداسي وتحديد بطل الدوري؟

دوري كرة القدم السداسي المقام حالياً بمدينة ميلانو عمت به الفوضى والمشاكل في الإقامة وعدم المساواة بين الأندية في ملاعب التدريب واللعب، مما اضطر بعض الأندية إلى تغيير مقر إقامتها على حسابها، وكذلك تم تهديد بعض الأندية بعدم التدريب في الملاعب إلا بعد تسديد قيمة الإيجار، وهرب مندوب الحكومة المكلف بتسوية الأمور والذي تعاقد مع شركة سويسرية وهمية وعجز الاتحاد العام الضعيف عن إيجاد الحلول، ثم توالت الأحداث مع بداية المباريات، ففي مباراة الأهليين لم يكن الحكم موفقاً في إدارتها رغم سهولتها لسيطرت فريق واحد على مجريات اللعب، وسجل هدفين لا غبار عليهما، بسبب أخطاء في تشكيلة الأهلي وعدم إجراء التغيير والموقف السلبي للفريق بالكامل، فلا ضغط على حامل الكرة ولا وجود لخطوط الفريق الثلاثة، ثم تطورت الأمور بعد عدم احتساب الحكم لخطأ من مدافع فريق الأهلي طرابلس.
فقد معظم المتواجدين في دكة بدلاء الأهلي أعصابهم، وخرجوا جميعاً يتقدمهم المدرب ليناقشوا الحكم ومراقب المباراة بطريقة غير تربوية ولم تكن في سلوكيات الأهلي على الإطلاق، فالأهلي المؤسسة الرياضية العريقة التي قدمت عبر تاريخها النجوم للمنتخبات الليبية في شتى الألعاب فناً وخلقاً وقدمت القيادات التربوية الرياضية في شتى المواقع، وما حدث يفترض أن لا يمر مرور الكرام، لأنه خروج عن القيم التربوية التي رسختها مؤسسة الأهلي في المجتمع، وترتب عليها تأثير سلبي في المباراة الثانية مع الهلال، ثم صدرت العقوبات بناء على تقريري الحكم والمراقب الذي كان تائهاً ومتواجداً في المكان الخطأ.
ولا أدري ما هو دوره داخل الملعب وبين اللاعبين حتى يحتك بهم، فمكانه الطبيعي المدرج ويتابع ما يحدث، ثم إنه لم ينتبه لمن يتواجد داخل الملعب قبل بداية اللعب بدليل بطاقة الحكم الحمراء لعادل الشاعري لم تصدر بحقه عقوبة لأنه غير متواجد بالكشف وكذلك غيره، فهل هناك سذاجة أكثر من ذلك؟ ولا يبدو أن مباريات الدوري سوف تنتهي على خير وسلام في وجود هذا الاتحاد الضعيف الذي شكله إطليش على مقاسه ثم اختفى، فالرئيس عبدالمولى في إجازة خوفاً من ارتدادات قرارات ديربي العاصمة التوافقية، ونائبه يسعى للعمل من خلال سكرتير الاتحاد للحصول على بعض الامتيازات، فكم هي سيئة الحظ كرة القدم الليبية، فمنذ سنوات طويلة لم تجد من لديه مخطط علمي وقادر على مواجهة الواقع للدفع بها إلى الأمام.
– خليفة بن صريتي يكتب لـ«بوابة الوسط»: التشجيع في الدوري الليبي والإنجليزي
– الأندية الليبية في التصفيات الأفريقية.. بقلم الكاتب الصحفي خليفة بن صريتي
نعود للسداسي الذي تصر الحكومة ووزارة الرياضة والاتحادات العامة على إقامته خارج البلاد، ولا أدري لماذا يتم ذلك إذا لم تكن هناك خلفيات لاعلاقة لها بالرياضة، إن إقامة السداسي خارج الوطن يترتب عليها مشاكل لاحصر لها من تكاليف وعمولات وتلاعب في الفواتير، ولتجنب كل هذه السلبيات يجب إعادة النظر في شكل المسابقات الكروية، ولا داعي أصلا للسداسي فالفرق الأربعة الأوائل في كل مجموعة من المجموعات الأربعة تشكل الدوري الممتاز من 16 فريقاً من مجموعة واحدة، يتحصل على بطولته الفريق الأكثر نقاط.
وبعيداً عن السداسي ومشاكله وعمولاته، وكذلك الفرق من الخامس إلى الثامن في المجموعات الأربعة تشكل دوري الدرجة الأولى من 16 فريقاً في مجموعة واحدة أو مجموعتين بدلا من فضيحة 134 فريقاً، والدرجة الثانية يترشح الأربعة الأوائل من كل مجموعة من المجموعات 18 أي 72 فريقاً لتشكل «دوري» من 8 مجموعات بكل منها 9 فرق، والفرق الباقية تغير نشاطاتها إلى ألعاب رياضية أخرى.
هذا إذا أردنا مصلحة اللعبة ومستقبلها الكروي، والغريب في الأمر ومن غير المعقول من مؤسسة رياضية عريقة أن ترفض رأي محلل رياضي في وسيلة إعلامية عبر عن رأيه بشجاعة في قرارات الاتحاد العام بخصوص حل مشكلة ديربي العاصمة بالحلول التوافقية في حين المباريات الأخرى تطبق اللوائح عليها ويجب على مراكز الإعلام بالأندية أن تعي دورها الحقيقي وتتعامل تربوياً مع وسائل الإعلام الأخرى وليس بالتهديد والمقاطعة وعدم القدرة علي الحوار.
أخيراً نتائج السداسي الحالية خروج الأهلي والسويحلي عن المنافسة على البطولة وانحصار التنافس بين فرق الأهلي طرابلس والهلال والأخضر والاتحاد، وفي اعتقادي سيكون التعادل مسيطراً على أغلب المباريات في غياب قناصي الأهداف، والحقيقة يكفينا سداسي ويكفينا مشاكل وتضييع للمال العام وعلينا من الآن البحث عن اتحاد قوي قادر على مواجهة الواقع قبل أن يقع الفأس في الرأس.