دراسة: اختلال مواعيد النوم يرفع من خطر الإصابة بمرض باركنسون والسكري

دراسة: اختلال مواعيد النوم يرفع من خطر الإصابة بمرض باركنسون والسكري

كشفت دراسة حديثة واسعة النطاق أن انتظام النوم ليس مجرد رفاهية صحية، بل قد يكون عنصرًا حاسمًا في الوقاية من أمراض خطيرة مثل باركنسون والسكري من النوع الثاني.

الباحثون، بقيادة علماء من جامعة بكين والجامعة الطبية العسكرية بالصين، وجدوا أن الأشخاص الذين يعانون من أنماط نوم غير منتظمة معرضون لخطر أعلى للإصابة بمرض باركنسون بنسبة 2.8 مرة، وبالسكري من النوع الثاني بنسبة 1.6 مرة، مقارنة بمن يحافظون على مواعيد نوم واستيقاظ منتظمة.

البيانات التي استندت إليها الدراسة المنشورة في دورية «هيلث داتا ساينس»، مستندة إلى أكثر من 88 ألف شخص.

كما استندت الدراسة إلى تحليل بيانات النوم من 88.000 مشارك في قاعدة بيانات «بيوبنك» البريطانية، وتبعتها دراسة مماثلة في الولايات المتحدة باستخدام بيانات المسح الوطني للصحة والتغذية (NHANES)، ما يدعم قوة النتائج.

– الاحترار العالمي قد يزيد خطر اضطراب التنفس أثناء النوم بنسبة 45% بحلول العام 2100
– القلب يبدأ في المعاناة بعد ثلاث ليالٍ فقط من النوم السيئ

وعلى الرغم من أن النتائج تظهر ارتباطًا وليس سببًا مباشرًا، فإنها تسلط الضوء على بعد مهم كثيرًا ما جرى إغفاله: إيقاع النوم أو ما يُعرف علميًا بـ«Sleep Rhythm».

 الإيقاع أهم من عدد الساعات
الدراسة فحصت ست سمات للنوم، هي: مدة النوم، وتوقيت البدء، وانتظام الإيقاع، والكفاءة، وتكرار الاستيقاظ ليلاً. ومن بين هذه السمات، ارتبط إيقاع النوم بعدد أمراض يفوق بثلاثة أضعاف عدد الأمراض المرتبطة بمدة النوم وحدها.

ومن بين 172 حالة مرضية جرى ربطها بأنماط النوم، تبين أن إيقاع النوم غير المنتظم له صلة وثيقة بعدد كبير منها، من بينها: باركنسون، والسكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم الأساسي، والفشل الكلوي الحاد، ومرض الانسداد الرئوي المزمن، والاكتئاب

أشارت النتائج إلى أن من يخلدون إلى النوم بعد الساعة 12:30 بعد منتصف الليل كانوا أكثر عرضة للإصابة بـتليّف الكبد بنسبة 2.6 مرة مقارنة بمن ينامون قبل الساعة 11:30 مساءً.

كذلك، أظهر المشاركون الأقل كفاءة في النوم، أي من ينامون عدد ساعات أقل رغم مكوثهم الطويل في السرير، زيادة بنسبة 1.8 ضعف في احتمال الإصابة بفشل الجهاز التنفسي.

النتائج أيضًا كشفت مفارقة مثيرة: نحو ربع المشاركين الذين اعتبروا أنفسهم «نائمين لفترات طويلة» لم يناموا في الواقع أكثر من ست ساعات، ما يثير الشكوك حول مدى دقة الدراسات التي تعتمد فقط على الاستبيانات الذاتية، دون أدوات تتبع فعلية.

يقول الباحث البارز شينغفينغ وانغ من جامعة بكين: «لقد حان الوقت لإعادة تعريف النوم الجيد بما يتجاوز عدد الساعات فقط، فانتظام النوم ربما يكون العامل الأهم».

وتُظهر الدراسة أهمية استخدام تقنيات قابلة للقياس، مثل أجهزة تتبع النوم، بدلًا من الاكتفاء بتقارير المشاركين الذاتية.