«البعثة الدولية» وإيطاليا تنظمان أول اجتماع لمجموعة دعم مكافحة الألغام في ليبيا

«البعثة الدولية» وإيطاليا تنظمان أول اجتماع لمجموعة دعم مكافحة الألغام في ليبيا

قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، اليوم الخميس، إنها عقدت مع الحكومة الإيطالية والشركاء الدوليين أول اجتماع لمجموعة دعم مكافحة الألغام في ليبيا بمدينة طرابلس يوم الثلاثاء، استضافه السفير الإيطالي، جيانلوكا ألبيريني، حيث ركز المشاركون على تعزيز حماية الشعب الليبي من مخاطر الألغام والذخائر غير المنفجرة.

وأوضحت البعثة في بيان أن الاجتماع يهدف تعزيز التنسيق بين الدول المانحة، وتسهيل النقاش حول أنشطة مكافحة الألغام في ليبيا، وتسليط الضوء على فجوات التمويل الحرجة والاحتياجات ذات الأولوية لتنسيق الدعم المقدم في هذا المجال بشكل أفضل.

وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، هانا تيتيه: «إن دعم مكافحة الألغام في ليبيا لا يقتصر على الإزالة فحسب، بل يشمل الحماية والكرامة والأمل»، وأضافت: «ما لا يستطيع الليبيون تحمله هو المزيد من التلوث، والمزيد من الخسائر، والمزيد من الخوف. ليبيا بحاجة إلى الاستقرار، وليس إلى المزيد من المخاطر المتفجرة».

وعلى الرغم من الهدوء النسبي في أجزاء من ليبيا، لا تزال الألغام والذخائر غير المنفجرة الناجمة عن الاشتباكات المتفرقة والتلوث طويل الأمد تُعرّض المدنيين للخطر».

أكثر من 420 إصابة بسبب مخلفات الحروب منذ 2020
وكشفت البعثة الأممية أنه «منذ العام 2020، سُجِّلت أكثر من 420 إصابة بسبب مخلفات الحروب من المتفجرات»، لافتة إلى أن «هذه الأرقام لا تعكس الواقعَ كاملاً، بل تُمثِّل الحوادث المُؤكَّدة فقط».

– اجتماع أممي أفريقي يبحث آثار مخلفات الحروب على التنمية في ليبيا والمنطقة
– بتنسيق أممي.. بحث تطوير استراتيجية «مكافحة الألغام ومخلفات الحروب» في ليبيا
– تحذير أممي من اكتشاف مناطق جديدة ملوثة بالألغام في ليبيا

وحثَّت تيتيه، المجتمع الدولي على التركيز على قيمة كل حياة مُتضرِّرة. وقالت: «يجب ألا نقيس المعاناة بالأرقام. حياة طفل واحد، ومزارع واحد، وعامل واحد؛ كل حياة لها قيمتها المتساوية. كل خطوة نحو السلامة والتعافي مهمة».

التزام إيطاليا بدعم جهود مكافحة الألغام في ليبيا
ورحب سفير إيطاليا لدى ليبيا، جيانلوكا ألبيريني، بالمشاركين برسالة تضامن، مشدداً خلالها على المسؤولية الجماعية. وقال: «تظل إيطاليا شريكًا ثابتًا في طريق ليبيا نحو الأمان والاستقرار». مضيفًا: «إن التزامنا بمكافحة الألغام نابع من إيماننا بأن كل حياة تُنقذ، وكل مجتمع يٌؤمّن من مخاطر المتفجرات، هو خطوة نحو السلام».

وقدمت مديرة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في ليبيا، فاطمة زريق، عرضًا تقديميًا حول الجهود المبذولة لإزالة المخاطر المتفجرة في ليبيا، وتعزيز القدرات الوطنية، ودعت إلى دعم مستدام لضمان السلامة والاستقرار على المدى الطويل.

أكثر من 438 مليون متر مربع ملوثة بالألغام في ليبيا
ونبهت البعثة الأممية إلى أنه «حتى منتصف العام 2025، لا تزال أكثر من 438 مليون متر مربع ملوثة». على الرغم من قيام شركاء مكافحة الألغاء بتطهير ما يقرب من 248 مليون متر مربع، منذ العام 2011، بينما قدموا بين عامي 2023 ومنتصف العام 2025 أكثر من 13600 جلسة توعية بالمخاطر لأكثر من 104 آلاف مستفيد، بمن فيهم آلاف النساء والفتيات.

تطوير الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الألغام في ليبيا
وأضافت البعثة أن الاجتماع جرى خلاله تسليط الضوء على التقدم المؤسسي الملحوظ. إذ يجري حاليًا تطوير الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الألغام في ليبيا، إلى جانب المراجعة المستمرة للمعايير الليبية لمكافحة الألغام.

وأكدت البعثة تطوير المعايير المنقحة في الأصل بدعم من دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في العام 2015، واعتمدها المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام في العام 2017، وستضمن هذه المعايير المحدثة التوافق مع أفضل الممارسات العالمية.

وقالت البعثة إن هذا الاجتماع يأتي دعماً للحملة العالمية التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، والتي تدعم نزع السلاح للأغراض الإنسانية، وتسرع وتيرة العمل في مجال الألغام كعامل تمكين لحقوق الإنسان والتنمية المستدامة، وتدفع إلى الأمام رؤية عالمٍ خالٍ من الألغام.

«البعثة الأممية» وإيطاليا تعقدان أول اجتماع لمجموعة دعم مكافحة الألغام في ليبيا