تونس: إضراب شامل لعمال النقل البري يعطل الحركة ويحدث فوضى للمسافرين

توقفت حركة النقل البري في تونس بشكل شبه تام، اليوم الأربعاء، جراء إضراب واسع النطاق نظمه عمال القطاع احتجاجاً على تردي الأوضاع المالية والمهنية، مما عمّق مشاعر الاستياء من تدهور الخدمات العامة وفاقم الضغوط على حكومة الرئيس قيس سعيد وسط أزمة اقتصادية متفاقمة.
وشهدت تونس، شللا شبه كامل في حركة النقل البري نتيجة إضراب واسع دعت إليه جامعة النقل التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، في خطوة تعكس تصاعد الغضب الشعبي من التدهور الحاد في مستوى الخدمات العامة، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.، بحسب «فرانس 24»
ويستمر الإضراب لثلاثة أيام، حيث يطالب العاملون بتحسين أوضاعهم المالية وظروف العمل، إلى جانب تنفيذ إصلاحات عاجلة في قطاع النقل، الذي يعاني من ضعف البنية التحتية وتهالك الأسطول، مما يؤثر سلباً على الخدمة المقدّمة للمواطنين.
سوء الأوضاع الاقتصادية والمالية
سلّطت هذه التحركات الضوء على اتساع رقعة الاستياء في الشارع التونسي من سوء الأوضاع الاقتصادية والمالية، لا سيما في ظل شح التمويلات الخارجية، وهو ما انعكس سلباً على قطاعات حيوية كالنقل والصحة والتعليم. كما تكررت في الآونة الأخيرة الانقطاعات في إمدادات الكهرباء ومياه الشرب بسبب نقص الاستثمارات الحكومية.
– إقالة رئيس الخطوط الجوية التونسية جراء «اضطرابات في رحلاتها»
– الاتحاد التونسي للشغل يرفض المشاركة في حوار الرئيس قيس سعيد
من جهته، دأب الرئيس قيس سعيد على تحميل مسؤولية الأزمات لما وصفهم بـ«المتآمرين» و«المندسين» الذين يسعون، على حد تعبيره، إلى تقويض الدولة وإشعال التوترات الاجتماعية. ومنذ العام 2021، أحكم سعيد سيطرته على معظم مفاصل الدولة، وسط اتهامات له بتقليص مساحة العمل الديمقراطي.
محطات المترو في العاصمة خالية
وتسبب الإضراب في اضطراب واسع للحياة اليومية، خاصة في المدن الكبرى والمناطق الريفية، إذ اضطر عشرات الآلاف من المواطنين إلى البحث عن وسائل نقل بديلة. وشوهدت محطات المترو في العاصمة خالية من العربات والركاب، في حين توقفت الحافلات تماماً. ولجأ الكثيرون إلى استخدام السيارات الخاصة وسيارات الأجرة، بل وحتى الدراجات النارية غير المرخصة.
أيمن العميري، أحد سكان العاصمة، عبّر عن استيائه قائلا: «نحن نعاني فعلاً، لا توجد وسائل نقل، لا وظائف، وكل شيء يزداد سوءا يوماً بعد يوم». وأكدت جامعة النقل نجاح الإضراب بنسبة 100% في يومه الأول، محذرة من أن القطاع في حالة انهيار، ومطالبة بتدخل عاجل لإنقاذه.
وفي المقابل، أعلنت وزارة النقل عن وجود مؤشرات إيجابية لتجاوز الأزمة، مشيرة إلى شراء مئات الحافلات الجديدة مؤخراً، لكنها وصفت المطالب المالية للنقابات بأنها «مبالغ فيها»، مؤكدة إمكانية تلبيتها فقط عندما تتحسن الموارد المالية لشركات النقل العمومي.