البرتغال وإسبانيا تواجهان تحديات حرائق الغابات المستمرة

حذرت السلطات البرتغالية والإسبانية، اليوم الأربعاء، من استمرار خطر تمدد النيران نتيجة الأحوال الجوية المتقلبة، خاصة أنه لا تزال ألسنة اللهب تلتهم منذ أيام مساحات شاسعة من الغابات في شبه الجزيرة الإيبيرية.
وتشتعل سبعة حرائق كبيرة في شمال البرتغال ووسطها، في ظل تأهب تام لعناصر الإطفاء، مع حشد أكثر من ألفي عنصر إطفاء وعشرين طائرة، وفقا لأحدث تقرير من الحماية المدنية، وفق وكالة «فرانس برس».
وتثير الحرائق في شمال البرتغال قلقا شديدا بسبب درجات الحرارة المرتفعة والرياح. ففي بونتي دا باركا، حيث تشتعل النيران منذ مساء السبت، طلب رئيس البلدية، أوغوستو مارينيو، تعزيزات لحماية قرية غريميل، المهددة بأن تُحاصرها النيران.
– بسبب موجة الحر «القاتلة».. أوروبا تعلن حالة التأهب القصوى
– انقطاع التيار الكهربائي في إسبانيا والبرتغال وجزء من فرنسا
في حين تتوقع البرتغال، الأربعاء، ظروفا جوية صعبة بسبب رياح قوية ودرجات حرارة مرتفعة، قد تصل إلى 40 درجة مئوية في وسط البلاد.
وأُعلنت في كل أنحاء البلاد تقريبا حالة الإنذار بسبب مخاطر «قصوى أو مرتفعة جدا» لاندلاع حرائق، بحسب توقعات المعهد البرتغالي للبحر والغلاف الجوي.
وسائل جوية لمكافحة الحرائق
من جهتها، أكدت الحكومة، الأربعاء، أنها ستعزز الوسائل الجوية لمكافحة الحرائق، حيث تسعى البلاد إلى توفير 76 طائرة مخصصة لهذا الغرض بحلول أغسطس، وفقا لوزير الدولة للحماية المدنية روي روشا.
وقال قائد الحماية المدنية، ماركو دومينغيس: «نحاول السيطرة على الوضع، لكننا نخشى أن يحمل لنا الطقس بعض المفاجآت السيئة».
بينما تواجه إسبانيا، التي تأثرت أيضا بموجة الحرائق هذه، حريقين كبيرين في مقاطعتي آبلة وكاثيريس في وسط غرب البلاد.
وعلى الجانب الآخر من الحدود في إسبانيا، أتى حريق ضخم على نحو 2500 هكتار في منطقة كامينوموريسكو بمقاطعة كاثيريس غرب البلاد. وجرى إخلاء ست قرى كإجراء احترازي. كما أُغلقت طرق عدة ترقبا لتغيرات الرياح، وفقا لمسؤولين محليين.
وفي مقاطعة آبلة المجاورة، اندلع حريق آخر الإثنين بالقرب من كويفاس ديل فالي، مما أدى إلى احتجاز سكان قرية إل أرنال داخل منازلهم.
موجات الحر نتيجة تغير المناخ
وجراء الخطر الشديد، دعت السلطات في البرتغال وإسبانيا السكان إلى توخي أقصى درجات الحذر واليقظة.
ووفقا لبيانات أولية صادرة عن المعهد الوطني للغابات (ICNF)، أتت الحرائق على أكثر من 29 ألف هكتار منذ مطلع العام في البرتغال، حيث يتكرر سيناريو الحرائق كل صيف.
ويعتبر الخبراء تكرار موجات الحر نتيجة تغير المناخ، الذي يضرب شبه الجزيرة الإيبيرية بشدة، مع موجات حر وجفاف تزيد من خطر اندلاع الحرائق.