الفنان البصري الهندي (جيمي روي)

(جاميني روي) رسام هندي ولد يوم 11 /4/ 1887، ورحل عنا يوم 24 /4/ 1972، من بعد أن كرمته حكومة الهند بجائزة (بادما بوشان) عام 1954. وهو يعد حتى الآن أحد أشهر تلاميذ (أبانيندراناث طاغور)، الذي يعد فنانا ومعلما هنديا ذا سمعة واسعة وحسنة واسعة للغاية. تميز أسلوب (روي) بالبساطة، وجمال الألوان وذكر المأخوذون بالفن الحديث أنها أجمل من لوحات (البازار) التي كانت تُباع في المعابد الهندية كتعويذات.
حبه للفن سببا قرارات تخصصه
ولقد وُلد (جاميني) 1887 لعائلة (كاياستا) ميسورة الحال من ملاك الأراضي في قرية (بيلياتور) بمنطقة (بانكورا) غرب البنغال، ولقد نشأ في أسرة متوسطة الحال، وكانت محبة للفن، فظلت سببا رئيسيا في قرارات تخصصه الفني. عندما كان في السادسة عشرة من عمره، أُرسل للدراسة في الكلية الحكومية للفنون في (كلكتا). حينها كان (أبانيندراناث طاغور) مؤسس مدرسة البنغال، نائبًا لمدير المؤسسة. وتعلّم الرسم وفقًا للتقاليد الأكاديمية السائدة، فرسم مطورا أسلوب الكلاسيكيين وهتك بالرسم بالزيوت، وفي عام 1908 حصل على دبلوم في الفنون الجميلة.
اتجه إلى الفن الشعبي كمصدر للإلهام
ولقد كان لتأثير المدير (إي. بي. هافيل ) وأيضا محاضرات (رابندراناث طاغور) الحاسمة، وهي التي أوصلته إلى يقينه بأنه بحاجة إلى الاستلهام، ليس من التقاليد الغربية، ولكن من ثقافته الخاصة، ولذلك اتجه إلى الفن الشعبي كمصدر للإلهام. تأثر بشكل كبير بفن (كاليغات بات) وهو أسلوب فني يتميز بضربات فرشاة جريئة واسعة النطاق. ابتعد عن مناظره الطبيعية وصورها الانطباعية السابقة، وبين العامين 1921 و1924 بدأ أول فترة تجريبية له مع لوحة (رقصة سانتال) كنقطة انطلاق له، فكانت بداية لانطلاقة متميزة ناجحة. من بعدها بدأ مسيرته الفنية كرسام (بورتريهات) بتكليف من أصحابها، ولكنه سريعا ما تخلى عن هذا الفن في مطلع عشرينيات القرن الماضي، والتزم بأسلوبه الخاص مستوحيا أفكاره من التقاليد الشعبية البنغالية.
أنتج 20 ألف لوحة في حياته!
يُوصف روي أيضًا بأنه فنان بارع، إذ أنتج 20 ألف لوحة في حياته، أي ما يعادل حوالي 10 لوحات يوميًا، ولكنه حرص على بقاء أسلوبه الفني كما هو. ركز على الطبقة المتوسطة البسيطة، على الرغم من كونه محاطًا بالأثرياء. وقد انعكس احترامه للطبقة المتوسطة على آرائه النقدية؛ لقناعته أن الناس العاديين أهم من الحكومات لأنهم صوتا لفنه.
منح الفن الهندي هويته الخاصة.
والمعروف عنه أنه جسد جوهر البساطة في حياة الناس؛ وجعل الفن في متناول الناس كافة؛ ومنح الفن الهندي هويته الخاصة. وسريعا، أي في سنة 1938، ما بدأت لوحاته تعرض في شارع الهند البريطانية في (كلكتا). وخلال أربعينيات القرن العشرين، بلغت شعبيته ذروتها، حيث أصبحت الطبقة المتوسطة البنغالية والمجتمع الأوروبي من عملائه الرئيسيين. في عام 1946، عُرضت أعماله في لندن، وفي عام 1953، في نيويورك. وفي السنة الموالية مُنح جائزة بادما بوشان. عُرضت أعماله على نطاق واسع في المعارض الدولية، ويمكن العثور عليها في العديد من المجموعات الخاصة والعامة مثل متحف فيكتوريا وألبرت في لندن. قضى معظم حياته يعيش ويعمل في (كلكتا)، في البداية، جرّب لوحات (كاليغات)، لكنه وجد أنها لم تعد تُعتبر «باتوا» فحسب، فلجأ إلى تعلم فنون (الباتوا) القروية. ونتيجةً لذلك، تأثرت تقنياته وموضوعاته بالفن البنغالي التقليدي.