الصليب الأحمر يطلب استجابة دولية فورية لإنهاء “المعاناة المتزايدة” في غزة

دعت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، السبت، المجتمع الدولي إلى «التحرّك الجماعي والعاجل لوضع حد للمعاناة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة»، مع استمرار حرب الإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني.
وقالت سبولياريتش، في بيان صحفي، إنه «لا توجد أي أعذار أو مبررات لما يجري في غزة، فقد تجاوز حجم المعاناة الإنسانية، ومستوى التجريد من الكرامة البشرية كل الحدود المقبولة قانونياً وأخلاقياً».
«أعمال عدائية مستمرة»
وأكدت أن «استمرار غياب وقف إطلاق النار يعني المزيد من الخسائر في الأرواح بين المدنيين»، مشيرة إلى أن «المدنيين يرزحون تحت معاناة شديدة جراء حرب تُشنّ بلا تمييز وما تسببه من حرمان من أبسط مقومات الحياة».
وأضافت أن «الأعمال العدائية المستمرة تحصد أرواح الناس بلا رحمة، فيما يلقى الأطفال حتفهم نتيجة نقص الغذاء، وتجبر العائلات على النزوح المتكرر بحثاً عن أمان غير موجود»، لافتة إلى أن «350 موظفاً من طواقم اللجنة الدولية في غزة يواجهون الظروف القاسية ذاتها للحصول على الغذاء والمياه النظيفة».
– أمين الأمم المتحدة يتعجب من «تقاعس» كثيرين إزاء غزة: الإنسانية انعدمت
وأكدت سبولياريتش ضرورة إنهاء هذه المأساة بشكل فوري وحاسم، مؤكدة أن أي تردد سياسي أو تبرير للانتهاكات الجارية سيُسجَّل في التاريخ كفشل جماعي في الحفاظ على الحد الأدنى من الإنسانية في زمن الحرب.
وشددت على ضرورة المسارعة باستئناف إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة دون معوقات وبشكل غير متحيز، و«إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين فورًا ومن دون شروط.. والسماح للّجنة الدولية باستئناف زياراتها إلى المعتقلين الفلسطينيين في أماكن الاحتجاز الإسرائيلية».
وتتواصل حرب الإبادة الجماعية على غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، والتي خلفت أكثر من 200 ألف شهيد ومصاب ومفقود، ودمارا كاملا في كل مناحي الحياة بالقطاع الفلسطيني المحاصر والذي يتعرض أيضا لمجاعة ممنهجة من الاحتلال.
مصائد للقتل الجماعي
كما يرتكب الاحتلال مجازر بشعة بحق منتظري المساعدات، إذ يتعرضون يوميا لخطر الموت، بسبب الرصاص العشوائي والاستهداف المباشر لهم، حيث تجاوز عدد الشهداء منذ بدء العمل بآلية نقاط توزيع المساعدات بتاريخ 27 مايو الماضي، أكثر من 1000 شهيد، ومئات المصابين.
وبهذا تحولت مراكز توزيع المساعدات الخاصة بـ«مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية»، الإسرائيلية الأميركية المرفوضة أمميا، إلى مصائد للقتل الجماعي، عدا عن التعمد في امتهان كرامة المواطنين، وإجبارهم على النزوح وسط ظروف إنسانية كارثية.