باحث عراقي يقوم بتحليل نشيد بابلي يمجد “مردوخ” عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي

باحث عراقي يقوم بتحليل نشيد بابلي يمجد “مردوخ” عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي

في إنجاز أكاديمي يسلّط الضوء على عمق الإرث الحضاري للعراق، نجح الدكتور أنمار عبدالإله فاضل، الباحث في لغات وحضارة العراق القديم بكلية الآداب جامعة بغداد، في فكّ شفرة نشيد بابلي قديم ظل غامضًا لقرون.

النشيد، الذي يمجّد الإله البابلي القومي «مردوخ»، كان مكتوبًا على شذرات طينية ممزقة بلغة أدبية معقدة، وتمكّن فريق البحث من إعادة بنائه بدقة غير مسبوقة باستخدام تقنيات الذكاء الصناعي، والتي ساعدت على استكمال الأسطر المفقودة وفهم رموزه العميقة، وفقا للموقع الرسمي لـ«جامعة بغداد على الإنترنت».

وتُظهر الأدلة أن تاريخ النشيد المكتشف يعود إلى الفترة بين القرن السابع والأول قبل الميلاد، وقد جرت إعادة تركيبه استنادًا إلى أكثر من عشرين مخطوطة طينية، ما يدل على انتشاره الواسع آنذاك، وأهميته في الحياة الدينية والثقافية البابلية.

– ترميم مرقد حاخام يهودي في وسط بغداد لانقاذه من الزوال
– جهود شاقة لترميم «كنوز» أثرية في موقع عراقي دمره تنظيم «داعش»
– اكتشاف «حانة» سومرية تعود لـ5 آلاف عام في جنوب العراق

تكشف الترجمة عن تصوير مردوخ بوصفه «خالقًا ومنقذًا للكون، وإلهًا للعدالة والرحمة، وقائدًا منتصرًا في معركة الخلق ضد قوى الفوضى والعدم».

 «النصَّ المسماري» الوحيد
ويُعدّ هذا النشيد «النصَّ المسماري» الوحيد حتى الآن الذي يصف الطبيعة الخلابة لمدينة بابل، ودور نهر الفرات في جلب خيراتها، إلى جانب تسليط الضوء على القيم التي كانت سائدة آنذاك مثل العدل، والكرم، والرحمة، واعتزاز البابليين بحريتهم وكرامتهم.

يذكر أن هذا العمل أُنجز بالتعاون مع الباحث الإسباني إنريكي خيمينيز من جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونخ، عبر استخدام منصة «المكتبة البابلية الإلكترونية» المدعومة بالذكاء الصناعي، والتي ساهمت في ترميم وإكمال مقاطع متعددة من هذا النص الأدبي الفريد المكتوب باللغة البابلية.