محللون حول الوضع في سوريا: تصاعد العنف في السويداء يزيد من قلق الأقليات

محللون حول الوضع في سوريا: تصاعد العنف في السويداء يزيد من قلق الأقليات

أكد محللون متخصصون في الشأن السوري أن أعمال العنف في السويداء أخيرًا تعزز وتزيد من مخاوف الأقليات في سورية، بعدما أظهرت أن السلطات الانتقالية تسعى إلى «إخضاع» الطائفة الدرزية في إطار محاولتها بسط سيطرتها على كامل أراضيها، عقب أحداث مماثلة طالت مكونات أخرى.

وفي سياق موازٍ، اتُهمت قوات الأمن ومجموعات مسلحة وجهاديون أجانب بارتكاب مجازر في الساحل. وأعلنت لجنة التحقيق الوطنية في تلك الأحداث الثلاثاء أنها حددت هوية 298 شخصًا متورطين في أعمال عنف وتحققت من «انتهاكات جسيمة»، راح ضحيتها 1426 علويًا تحققت من أسمائهم.

ويعيش المسيحيون كذلك في حالة من الخوف لا سيما بعد هجوم انتحاري استهدف كنيسة في دمشق، أسفر عن مقتل 25 شخصًا على الأقل، واتهمت دمشق تنظيم الدولة الإسلامية بتنفيذه، وفقًا لوكالة «فرانس برس». 

وأدت أعمال العنف في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية الواقعة في جنوب البلاد، إلى مقتل أكثر من 1200 شخص خلال أسبوع، الجزء الأكبر منهم دروز، ما أثار تساؤلات حول قدرة السلطات على إدارة التوترات الطائفية وبسط الأمن.

خطأ كبير من الرئيس السوري
ويرى المحلل المتخصص في الشأن السوري والمحاضر في «جماعة ليون 2» الفرنسية فابريس بالانش أن السلطات «فتحت باب العنف الطائفي على المجهول»، ويسأل «تحريك العشائر ضد الدروز سهل، لكن كيف يمكن ضبطها بعد ذلك؟». 

بينما يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة تورونتو الكندية والموجود حاليا في دمشق جمال منصور، أن الرئيس الانتقالي أحمد الشرع ارتكب «خطأ كبيرًا» في «محاولته إخضاع الدروز»، مستخدمًا لهذا الغرض العشائر التي تشكّل جزءًا من قاعدته الشعبية.

ويضيف المتخصص بالدراسات السورية والإسرائيلية أن الرئيس الانتقالي «أمام خيارين: أن يواصل بإصرار محاولة إخضاع الدروز»، أو يتراجع عن ذلك.

ويرى بالانش أن ما شهدته السويداء «تكرار للسيناريو ذاته: الرغبة في إخضاع الأقليات» لكن «الفارق أن الدروز مسلحون جيدًا ومحميون من إسرائيل». 

ماذا عن الأكراد؟ 
يشكل مستقبل مناطق نفوذ الأكراد في شمال وشرق سورية أكبر التحديات التي تواجهها الحكومة الانتقالية في إطار سعيها لبسط سلطتها على كامل أراضيها.

ويجري الأكراد، ممثلين بقائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي، مفاوضات مع دمشق بهدف التوصل إلى صيغة لدمج قواتهم العسكرية ومؤسساتهم المدنية في إطار مؤسسات الدولة. 

وتوصل الطرفان إلى اتفاق برعاية أميركية في مارس، يقضي خصوصًا بـ«دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سورية ضمن إدارة الدولة السورية بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز»، لكن بنود الاتفاق لم تنفّذ بعد.

– اشتباكات متجددة.. ما آخر تطورات الوضع في السويداء؟
– الرئاسة السورية تتهم المقاتلين الدروز بخرق وقف إطلاق النار
– مسؤول كردي يدعو دمشق إلى «مراجعة» نهجها في التعامل مع المكونات السورية

وبعد الأحداث في السويداء، دعا المسؤول الكردي البارز بدران جيا كورد السلطات الانتقالية إلى «مراجعة شاملة وعاجلة لنهجها في التعامل مع الداخل السوري» والمكوّنات الأخرى.

ويشرح المحلل جمال منصور بأن أعمال العنف في الجنوب «أثرت بالفعل على المفاوضات مع الأكراد»، موضحًا أنه سبق للأميركيين الراعين للمحادثات أن طلبوا من الأكراد «تقديم تنازلات»، لكن «الآن بات الأميركيون مرغمين على الإصغاء إلى الأكراد».