هل تُخفي “النقاط الحمراء الصغيرة” أكبر النجوم في الفضاء؟

كشف تلسكوب جيمس ويب مئات الأجسام الغامضة أُطلق عليها اسم «النقاط الحمراء الصغيرة» (LRDs)، ويُعتقد أنها تعود إلى نحو 600 مليون سنة «فقط» بعد الانفجار العظيم.
هذه الأجسام الغامضة أثارت جدلاً واسعًا في المجتمع الفلكي. فبينما فُسّرت في البداية على أنها مجرّات نشطة تحتوي على ثقوب سوداء فائقة الكتلة، تبيّن لاحقًا أن لها خصائص غير متوقعة: فهي لا تصدر أشعة سينية، ولا تُظهر تغيرات في السطوع، وتتمتع بطيف مسطّح في الأشعة تحت الحمراء، وهي صفات لا تتوافق مع المجرات النشطة المعتادة، وفقا لدراسة نشرتها دورية «يونيفرس توداي».
اقترح العلماء أن هذه النقاط الحمراء قد لا تكون مجرّات على الإطلاق، بل نجومًا خارقة الكتلة (Supermassive Stars – SMSs)، وهي نوع نظري من النجوم يُعتقد أنه وُجد فقط في بدايات الكون.
– دراسة علمية: علماء فلك يرصدون المراحل الأولى لتكوين نظامنا الشمسي
– اكتشاف جيولوجي يُعيد رسم خريطة الانفجارات الكارثية على سطح الأرض
وبحسب الدراسة، التي أجراها الباحثان ديڤيش ناندال وأبراهام لوب، فإن هذه النجوم العملاقة، التي قد تصل كتلتها إلى مليون ضعف كتلة الشمس، يُحتمل أنها الأسلاف المباشرين للثقوب السوداء الفائقة التي نراها اليوم في قلب المجرات. ويفترض أن هذه النجوم تنهار بسرعة كبيرة بعد عمر قصير جدًا (أقل من 1000 عام)، مما يجعل رصدها حدثًا نادرًا وثمينًا.
تطابق مذهل
استخدم الفريق نماذج دقيقة لمحاكاة غلاف نجمي ضخم بلا عناصر ثقيلة (ما يُعرف بالنجوم من الجيل الثالث)، ووجدوا أن هذه النماذج تطابق تمامًا خصائص النقاط الحمراء الصغيرة، من حيث السطوع والخصائص الطيفية.
وتُظهر LRDs خطوط انبعاث قوية لعنصر الهيدروجين إلى جانب خطوط امتصاص أخرى، وهو ما يفسره العلماء بوجود غلاف نجمي كثيف حول النجوم العملاقة.
وبحسب الدراسة، إذا تأكد أن النقاط الحمراء الصغيرة ليست مجرات بل نجومًا خارقة، فذلك يعني «أننا رصدنا مرحلة حرجة ونادرة جدًا من تاريخ الكون، وهي اللحظات التي سبقت تشكّل أولى الثقوب السوداء الفائقة. ويُعد هذا تطورًا جوهريًا في فهمنا لكيفية تشكل المجرات والثقوب السوداء المبكرة».