فاندويل يتنبأ بعدم وجود اتفاق لتقاسم السلطة في ليبيا: الأزمة ستستمر بدون حل قريب.

استبعد المؤرخ المتخصص في الشؤون الليبية في كلية دارتموث الأميركية، ديرك فاندويل، أن تجتمع الأطراف الليبية المتنافسة على اتفاق لتقاسم السلطة في أي وقت قريب، يمهد الطريق أمام تشكيل حكومة موحدة تحظى بالشرعية الدولية، ورأى أن مجرد الدعوة للانتخابات لا يضمن بناء الديمقراطية.
ورأى، في حوار نشرته جريدة «توفيما» اليونانية اليوم الإثنين، أنه «من غير المرجح على الإطلاق، إن لم يكن مستحيلا التوصل إلى اتفاق مستدام لتقاسم السلطة في ليبيا دون تدخل خارجي»، مؤكدًا على حاجة ليبيا إلى عملية طويلة لحل النزاعات الداخلية القائمة.
ولفت فاندويل، وهو مؤلف كتاب «تاريخ ليبيا الحديثة»، إلى أن التحدي الأكبر في ليبيا هو تحقيق المصالحة الوطنية، وما إذا كان بالإمكان التوصل إلى حل تتفق عليه جميع الفصائل يفضي إلى تشكيل موحدة تتمتع بالشرعية الكاملة.
لا حل قريب للأزمة
وأكد أن «الاعتقاد ببناء نوع من الديمقراطية الحديثة على شواطئ شمال أفريقيا من خلال مجرد الدعوة إلى الانتخابات والتدخل مجرد وهم»، مضيفا أن ما تحتاجه ليبيا حقيقة هو عملية طويلة للغاية من الضغط من قبل الجهات الفاعلة الدولية لدفع البلاد إلى الأمام والتغلب على الانقسامات الداخلية القائمة.
– تيتيه لـ«بوابة الوسط»: الاحتجاجات العنيفة تقوض مهمة البعثة الأممية
– أبرز ما جاء في إحاطة تيتيه إلى مجلس الأمن الدولي حول التطورات في ليبيا
وأعرب عن اعتقاده بأنه «سيكون هناك حاجة إلى ضغط مستمر وقوي من الجهات الخارجية، لا سيما من روسيا على حفتر، للتوصل إلى تسوية مع الحكومة في طرابلس. لكن لا أتوقع حلا حقيقيا للأزمة في ليبيا على المدى القريب».
وتابع: «ما نشهده على الأرجح هو ما أشبه بصراع محدود بين الطرفين. أما فيما يتعلق بترجمة ذلك إلى أي تحرك نحو ديمقراطية، فأعتقد أن ذلك بعيد المنال للغاية. حاولت ليبيا إجراء انتخابات وطنية مرتين، ولم تفض نتائجها إلى أي شيء».
وأكمل: «الاعتقاد بأن ليبيا سوف تنجح في ذلك، بالنظر إلى تركيبتها القبلية والاقتتال الداخلي بين المدن، وصراع الشرق مقابل الغرب، أو أن المجتمع الدولي سوف يأتي بدستور يخلق نوعا من الديمقراطية، ضرب من الجنون المحض في نظري».
وبالمقارنة بين النفوذ التركي والروسي، يرى فاندويل أن «كليهما يملك نفوذا قويا داخل ليبيا، ربما متساويا نوعا ما، أقوى بكثير من النفوذ الذي يمكن أن تسهم به أوروبا أو الولايات المتحدة لحل الأزمة في ليبيا».