أسعار النفط: ليبيا محور الاستراتيجية الغربية لتنويع مصادر الطاقة

سلط موقع «أويل برايس» الأميركي الضوء على مركز ليبيا الحيوي في الاستراتيجية الغربية لتنويع مصادر النفط والغاز الطبيعي، ومواجهة النفوذ الروسي والصيني في شمال أفريقيا، لافتا إلى الصفقات التي أبرمها عمالقة النفط الدوليون، أمثال «شل» و«بي بي»، في ليبيا أخيرا.
وقال في تقرير نشره أمس الجمعة: «على الرغم من الفوضى التي تشهدها البلاد، تنجح الشركات الغربية في تأمين موطئ قدم لها من جديد داخل ليبيا»، لافتا إلى الخطط الطموحة التي أعلنتها المؤسسة الوطنية للنفط، لزيادة الإنتاج المحلي.
استراتيجية أوروبية لتنويع مصادر الطاقة
قال الموقع الأميركي إن شركتي «بي بي» و«شل» في طليعة المساعي البريطانية لتأمين إمدادات جديدة للنفط والغاز الطبيعي، تكون بديلا للإمدادات الروسية المفقودة بسبب العقوبات الغربية المفروضة على موسكو منذ العام 2022.
– تقرير أميركي يبرز جهود ليبيا لاستعادة مكانتها في سوق الطاقة العالمية
– «إيني» و«توتال» تعلنان مشاريع استكشافية جديدة في ليبيا
– لأول مرة منذ 2014: «إيني» و«بريتش بتروليوم» تستأنفان الاستكشاف في ليبيا
وتنضم الشركتان البريطانيتان إلى سلسلة من الشركات الغربية التي استأنفت أنشطتها النفطية في ليبيا خلال الأشهر الماضية، سعيا إلى تقليل الاعتماد على إمدادات الطاقة الروسية، وحرمان موسكو من مصدر التمويل الرئيسي الذي يمكنها من مواصلة الحرب على أوكرانيا.
كما أشار التقرير إلى الآفاق الكبيرة التي تحملها جولة العطاءات النفطية المرتقبة، المعلنة في مارس الماضي، وتشمل 22 منطقة برية وبحرية جديدة في مختلف أرجاء البلاد، وأبرزها في أحواض مرزق وغدامس وسرت، وفي البحر المتوسط.
وقد جذبت جولة العطاءات بالفعل ما يصل إلى 40 شركة نفطية أعربت عن رغبتها في المشاركة، بينها «إيني» و«توتال» و«بي بي» و«كونوكو فيليبس» و«ريبسول» وغيرها. كما سارعت عدد من الشركات النفطية الدولية، خلال الأشهر الماضية، إلى استئناف أنشطة الاستكشاف في ليبيا، بعد توقف استمر قرابة عشر سنوات تقريبا.
وتهدف المؤسسة الوطنية للنفط إلى زيادة الإنتاج النفطي المحلي إلى 1.6 مليون برميل يوميا تقريبا بحلول العام 2026، وهي خطط طموحة تحتاج إلى استثمارات ضخمة تتراوح بين ثلاثة وأربعة مليارات دولار، بحسب تصريحات سابقة لوزير النفط والغاز المكلف في حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة»، خليفة عبدالصادق.
تأمين المنشآت النفطية
إلى جانب تطوير المصادر النفطية ومصادر الغاز الطبيعي، قال «أويل برايس» إن شركات النفط الدولية يمكن أن تقدم أيضا الخدمات الأمنية للآبار والمنشآت النفطية، وهذا يعني أن «تلك الشركات ستفعل ما يمكنها لحماية استثماراتها داخل ليبيا إذا حصلت على موافقة السلطات المحلية»، بحسب التقرير.
تلك الإجراءات الوقائية قد تشمل نشر أكبر عدد ممكن من الموظفين حسب رغبة الشركة في الموقع، بما في ذلك ليس فقط أولئك المرتبطين مباشرة بالاستكشاف والحفر، ولكن أيضا أفراد الأمن.
فضلا عن ذلك، تسمح القوانين الدولية لتلك الشركات ببناء وتطوير البنية التحتية الموسعة، لدعم العمليات الأساسية في الموقع. وفي هذه الحالة، يشير التقرير إلى أن «الشركات الأجنبية قد تتمتع بمستوى التدابير الوقائية نفسه الذي تتمتع به السفارات الأجنبية».
تعاون غربي مع مصر
خارج ليبيا، تركز القوى الغربية كذلك على تعزيز العلاقات مع مصر، التي كانت واحدة من الدول القلائل التي لم تتمكن الصين وروسيا من إبرام صفقات نفطية قصيرة وطويلة الأجل معها في الفترة التي سبقت غزو أوكرانيا في العام 2022.
وقد أعلنت «شل» أخيرا خططا لبدء تطوير المرحلة العاشرة من امتياز غرب دلتا النيل البحري في البحر المتوسط. في غضون ذلك، أعلنت «بي بي» استثمار 3.5 مليار دولار أميركي في استكشاف وتطوير حقول الغاز المصرية خلال السنوات الثلاث المقبلة، مع إمكان مضاعفة هذا المبلغ في حال تحقيق اكتشافات جديدة.