حدث استثنائي في طرابلس.. أم وطفلها يتخرجان معًا بمرتبة الشرف من كلية التربية البدنية

شهدت كلية التربية البدنية بطرابلس، واقعة استثنائية تعكس قوة الإرادة وروح التحدي، حيث نالت الأم والجدة ذهيبة بشير المرادي درجة البكالوريوس بامتياز، إلى جانب ابنها نادر محمد اللافي، وزميله في الدراسة أصيل عبدالباسط شقلوف. الثلاثي تميز في مناقشة رسالة التخرج حول «الذكاء الحركي وعلاقته بالمتغيرات لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية بمدرسة الزهور بمنطقة عين زارة».
وأشرف على الرسالة الأستاذ الدكتور مليود محمد وادي، فيما شارك في مناقشتها الأستاذة الدكتورة هناء ميلاد ملاطم، والدكتور أحمد البهلول العلوص.
ذهيبة المرادي تتحدث إلى «بوابة الوسط»
في تصريح خاص لـ«بوابة الوسط»، عبّرت ذهيبة المرادي، الأم والجدة المثالية كما وصفها الحاضرون، عن فخرها بهذا الإنجاز الذي جاء تتويجًا لمسيرة كفاحها في طلب العلم رغم مسؤولياتها العائلية. وقالت إن بحثها ركز على مرحلة التعليم الإعدادي، لما تشهده من تحولات بدنية وانفعالية واجتماعية تؤثر في شخصية الطالب ونموه المعرفي والحركي.
– توقيع اتفاقية تعاون بين الاتحاد الليبي لبناء الأجسام وكلية التربية البدنية (صور)
وأكدت المرادي أن الذكاء الحركي يُمثل قدرة الطالب على استخدام جسده في أداء أنشطة تتطلب التوازن والدقة والتنسيق، مشيرة إلى أن تنشئة الطفل في بيئة محفزة للنشاط البدني تسهم في تطوير هذا النوع من الذكاء بشكل متوازن.
كما كشفت نتائج الدراسة التي أجريت على عينة قوامها 170 طالبًا باستخدام استبيانات خاصة، عن وجود علاقة إحصائية قوية بين العوامل الاجتماعية كالأسرة والمدرسة وبين مستوى الذكاء الحركي لدى الطلاب. وأوضحت أن الأسرة تظل العنصر الأكثر تأثيرًا من خلال التشجيع والمشاركة في الأنشطة الحركية، إلى جانب تأثير البيئة المدرسية والثقة بالنفس والانضباط السلوكي.
أبرز توصيات البحث:
ضرورة إدراج الذكاء الحركي ضمن المناهج التربوية كمكون أساسي للنمو العقلي والنفسي. تعزيز دور المدرسة في تنمية الذكاء الحركي من خلال دعم الأنشطة الرياضية وتوفير الإمكانيات اللازمة. تكثيف التوعية والإعلام الرياضي حول أهمية الأنشطة الرياضية المدرسية وما تحمله من فوائد تربوية وثقافية.
شمل أيضا تشجيع التلاميذ المتميزين في الذكاء الحركي للمشاركة في البطولات والأنشطة الخارجية. منح حوافز مادية ومعنوية للطلاب المشاركين في الرياضة، مع تنويع الأنشطة لتناسب مختلف القدرات. دعوة وسائل الإعلام الرياضي لإطلاق برامج هادفة تخاطب الأسرة والمجتمع المدرسي، بما يساهم في نشر القيم الإيجابية داخل المجتمع الليبي.
واختتمت ذهيبة المرادي حديثها بالتأكيد على أن رسالتها في العلم لم تكن مجرد شهادة، بل تجربة لتحفيز الأجيال القادمة، ورسالة مفادها أن العلم لا يرتبط بعمر، بل بإرادة لا تعرف المستحيل.