«تقرير من أوروبا»: التواجد الروسي يتزايد في جنوب ليبيا مما يثير قلق روما وأثينا

قال تقرير أوروبي إن إيطاليا واليونان نبهت حلفاءهما في حلف شمال الأطلسي إلى مناورات عسكرية روسية رُصدت في ليبيا، حيث يُثير هذا التدخّل قلقهما، نظرًا لقربهما الجغرافي.
وفي قمة حلف شمال الأطلسي «الناتو» أواخر يونيو، كانت روسيا القضية الأهم، وفي هذا الصدد، نبهت روما وأثينا أعضاء الحلف إلى أمرٍ آخر غير الحرب في أوكرانيا، إذ تُرسّخ موسكو وجودها بشكلٍ متزايد، ليس فقط في الشرق، بل أيضا في الجنوب الليبي، حسب موقع «سات سير سات» البلجيكي اليوم الخميس في تقرير له.
الهدف من الوجود الروسي في ليبيا
ووفقا لوزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، فإن «الهدف هو استبدال القاعدة البحرية الروسية في سورية، خاصةً بعد سقوط بشار الأسد، حليف الرئيس فلاديمير بوتين». وفي سعيها لتحالفات جديدة في البحر الأبيض المتوسط، أفادت التقارير أن موسكو تضع نصب عينيها ليبيا نظرا لموقعها الاستراتيجي.
وعاد الموقع البلجيكي إلى مايو 2024، حين أشارت مذكرة صادرة عن مجموعة «كل العيون على فاغنر» الاستقصائية إلى أن «روسيا تنقل جنودًا ومقاتلين روسًا إلى ليبيا منذ ثلاثة أشهر». ثم جرى نشر ما يقرب من 1800 روسي في البلاد، دعمًا لقائد القيادة العامة المشير خليفة حفتر.
– موقع إيطالي: تحركات روسية لبناء قاعدة جوية في معطن السارة جنوب ليبيا
– تقرير فرنسي يربط بين السيطرة الروسية على قاعدة جوية ليبية وتصدير «يورانيوم الصين»
– باحث تركي يدعو «الناتو» لمراقبة «التموضع العسكري» الروسي في ليبيا
– هل يلاحق الغرب روسيا بقرار رفع حظر السلاح؟
والهدف، وفقًا لـ«كل العيون على فاغنر»، هو «تنصيب حكومات موالية لموسكو في شرق وغرب أفريقيا»، في حين نجحت روسيا بالفعل في تنصيب أنظمة موالية لها في مالي وبوركينا فاسو والنيجر. لذا، تعتقد المجموعة أن موسكو قد تواصل هذا النهج مع تشاد وليبيا، بهدف «تقسيم أفريقيا إلى نصفين».
الصواريخ الروسية موجهة نحو أوروبا؟
كما لفت التقرير إلى تزايد الاهتمام الروسي بليبيا مع سقوط بشار الأسد في سورية في ديسمبر 2024. وأشارت جريدة «لوموند» إلى أن موسكو نقلت معداتٍ إلى قواعد قرب منطقة الساحل، مثل مطار معطن السارة. ومن المحتمل إنشاء قاعدة صواريخ بعيدة المدى في المنطقة، ضمن نطاق أوروبا.
ويُقلق هذا التطور دول جنوب أوروبا بالدرجة الأولى، ومن هنا جاء التحذير الذي أصدرته روما وأثينا، حيث تزداد مخاوف إيطاليا مع دعم روما، القوة الاستعمارية السابقة في ليبيا، للحكومة الرسمية في طرابلس. وتعتزم رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني منع موجة الهجرة من ليبيا، وتُعزز علاقاتها مع رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة لتحقيق هذا الهدف، وأي زعزعة للاستقرار في المنطقة قد تُقوّض هذا الهدف.
مع ذلك، قد تجد موسكو صعوبة أكبر في ترسيخ وجودها في ليبيا مقارنةً بسورية، نظرًا لعدم استقرار البلاد. وصرح الأستاذ الفخري في جامعة لايدن والخبير في الشأن الليبي يان ميشيل أوتو، لقناة «في أر تي» البلجيكية: «هناك العديد من الميليشيات المدججة بالسلاح والقوية والثرية في ليبيا»، وأضاف: «إنهم يتاجرون بالبشر والمخدرات والأسلحة والنفط والبنزين، وما إلى ذلك، وسيكون من الصعب إيقافهم».