بمشاركة ليبيا.. “مجموعة لاهاي” تكشف عن 6 خطوات “غير مسبوقة” لمواجهة “إسرائيل”

بمشاركة ليبيا.. “مجموعة لاهاي” تكشف عن 6 خطوات “غير مسبوقة” لمواجهة “إسرائيل”

اتفق تحالف من دول عبر مناطق مختلفة، من بينها ليبيا، تجمعت في العاصمة الكولومبية، بوغوتا، على 6 إجراءات دبلوماسية وقانونية واقتصادية منسقة لردع «إسرائيل» الذتي تشن حرب إبادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة والدفاع عن القانون الدولي بشكل عام، في واحدة من أكثر الإجراءات متعددة الأطراف طموحاً منذ بدء الإبادة الجماعية في غزة قبل 21 شهراً.

عُقد مؤتمر طارئ لمجموعة لاهاي، الذي استضافته حكومتا كولومبيا وجنوب أفريقيا بشكل مشترك بصفتهما رئيسين مشاركين، وجمع 30 دولة من أفريقيا وآسيا وأوروبا، بالإضافة إلى أميركا الشمالية والجنوبية، لتتجاوز كلمات الإدانة – واتخاذ إجراء جماعي يستند إلى القانون الدولي.

في المداولات بمؤتمر بوغوتا، اتفقت جميع الدول الـ30 المشاركة بالإجماع على أن «عصر الإفلات من العقاب يجب أن ينتهي – وأن القانون الدولي يجب أن يُنفذ دون خوف أو محاباة من خلال السياسات والتشريعات المحلية الفورية – إلى جانب دعوة موحدة لوقف إطلاق النار الفوري»، وفق موقع «ميدل إيست آي».

– ممثلو 9 دول يجتمعون لتطبيق عقوبات على الاحتلال.. وهذه أهم قراراتهم (فيديو)

التزام 12 دولة بالتدابير
ولبدء هذه العملية، التزمت 12 دولة من جميع أنحاء العالم وهي: بوليفيا، كولومبيا، كوبا، إندونيسيا، العراق، ليبيا، ماليزيا، ناميبيا، نيكاراغوا، عُمان، سانت فنسنت والغرينادين، وجنوب أفريقيا – بتنفيذ الإجراءات الستة فوراً من خلال نظمها القانونية والإدارية المحلية لقطع أواصر التواطؤ مع حرب الإبادة التي ترتكبها «إسرائيل» في فلسطين.

وحددت تاريخ 20 سبتمبر، بالتزامن مع الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، لانضمام دول إضافية إليها. وتجري الآن مشاورات مع عواصم حول العالم.

6 إجراءات دبلوماسية وقانونية واقتصادية
وجاء في البيان المشترك في ختام المؤتمر الطارئ الوزاري حول فلسطين الإجراءات التالية:
1- منع تقديم أو نقل الأسلحة والذخائر والوقود العسكري والمعدات العسكرية ذات الصلة والمواد ذات الاستخدام المزدوج إلى «إسرائيل».
2- منع عبور أو رسو أو صيانة السفن في أي ميناء … في جميع الحالات التي يوجد فيها خطر واضح من استخدام السفينة لنقل الأسلحة والذخائر والوقود العسكري والمعدات العسكرية ذات الصلة والمواد ذات الاستخدام المزدوج إلى «إسرائيل».
3- منع نقل الأسلحة والذخائر والوقود العسكري والمعدات العسكرية ذات الصلة والمواد ذات الاستخدام المزدوج إلى «إسرائيل» على السفن التي ترفع علمنا وضمان المساءلة الكاملة، بما في ذلك سحب العلم، لعدم الامتثال لهذا الحظر.
4- البدء في مراجعة عاجلة لجميع العقود العامة، لمنع المؤسسات والأموال العامة من دعم الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني للأراضي الفلسطينية وترسيخ وجوده غير المشروع.
5- الامتثال للالتزامات بضمان المساءلة عن أخطر الجرائم بموجب القانون الدولي، من خلال تحقيقات ومحاكمات قوية ونزيهة ومستقلة على المستويين الوطني أو الدولي، لضمان تحقيق العدالة لجميع الضحايا ومنع الجرائم المستقبلية.
6- دعم ولايات الاختصاص العالمي، حيثما كان ذلك سارياً ومطبقاً في الأطر القانونية والقضاء الوطنيين، لضمان تحقيق العدالة لضحايا الجرائم الدولية المرتكبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقالت المقررة الأممية الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز: «لقد اتخذت هذه الدول الـ 12 خطوة كبيرة إلى الأمام. لقد بدأ العد التنازلي الآن للدول – من أوروبا إلى العالم العربي وما بعده – للانضمام إليها».

موعد نهائي لاتخاذ الإجراءات
وافق المؤتمر على تحديد موعد نهائي لاتخاذ الدول قراراتها النهائية بحلول سبتمبر 2025، تماشياً مع الإطار الزمني البالغ 12 شهراً الذي أمر به قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة «A/RES/ES-10/24»، الذي جرى اعتماده في 18 سبتمبر 2024.

ودعا القرار جميع الدول إلى اتخاذ إجراءات فعالة بشأن انتهاكات «إسرائيل» للقانون الدولي، بما في ذلك المساءلة والعقوبات ووقف الدعم – في غضون سنة واحدة من اعتماده.

وقال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو: «جئنا إلى بوغوتا لِنصنع التاريخ وقد فعلنا. معًا، بدأنا العمل على إنهاء عصر الإفلات من العقاب. تُظهر هذه الإجراءات أننا لن نسمح بعد الآن بأن يُعامَل القانون الدولي كخيارٍ اختياري، أو أن تُعامَل حياة الفلسطينيين كأمرٍ قابلٍ للاستهلاك والتخلص منه».

وأضاف وزير العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا رونالد لامولا: «ما حققناه هنا هو تأكيد جماعي على أن لا دولةً فوق القانون. وُلدت مجموعة لاهاي لتعزيز سيادة القانون الدولي في عصر الإفلات من العقاب. الإجراءات المعتمدة في بوغوتا تثبت أننا جادون وأن العمل الجماعي المنظم للدول أمرٌ ممكن».

وقالت الأمينة التنفيذية لمجموعة لاهاي فارشا غانديكوتا-نيلوتلا: «يُمثل هذا المؤتمر نقطة تحول – ليس لفلسطين فحسب، بل لمستقبل النظام الدولي بأكمله. لقد تحملت الدول لعقود – وخاصة دول الجنوب العالمي – تكلفة نظام دولي مُنهار. في بوغوتا، اجتمعت هذه الدول لاستعادة هذا النظام – ليس بالكلمات، بل بالأفعال».