قط domestique يساعد العلماء في اكتشاف نوعين جديدين من الفيروسات.

قط domestique يساعد العلماء في اكتشاف نوعين جديدين من الفيروسات.

قاد قط أليف في ولاية فلوريدا الأميركية فريقا بحثيا من العلماء إلى إنجاز تاريخي، إذ مكنهم من اكتشاف ليس سلالة واحدة، بل سلالتين جديدتين من الفيروسات النادرة.

ربما لم يكن يعتقد الدكتور جون ليدنيكي، عالم الفيروسات في جامعة فلوريدا، أن قطه الأليف «بيبر» سيمكنه من تحقيق إنجاز علمي جديد، إذ تمكن هذا القط من جلب، دون قصد، حيوان مصاب بسلالة لم يسبق التعرف عليها من الفيروسات من قبل، بحسب موقع «ساينس ألرت».

بدأت القصة عندما عاد القط «بيبر» من رحلة صيد قرب المنزل في فلوريدا حاملا حيوانا نافقا، يعرف باسم «الذبابة القصيرة الذيل»، فجمع ليدنيكي جثة الذبابة، وفحصها معمليا، بهدف التأكد مما إذا كانت حاملة لأي فيروسات تشكل تهديدا صحيا.

اكتشاف فيروس جديد
من خلال فحص الذبابة القصيرة الذيل، اكتشف ليدنيكي وزملاؤه فيروسا جديدا من سلالة «أورثوريوفيروس»، وهي سلالة غير معروفة على الإطلاق، وترتبط في بعض الحالات النادرة ببرد المعدة والتهاب السحايا لدى الأطفال. كما أنها تصيب الطيور والثديات، مثل الغزلان الخفافيش.

– تقرير يحذر من تفشي وباء «الحمى الصفراء» في العالم
– دراسة تكشف عن الأمراض الأشد خطرا في 2025

وعلى الرغم من اكتشاف هذا النوع من الفيروسات للمرة الأولى في خمسينات القرن الماضي، فإنه لا يزال غامضا إلى حد كبير، لدرجة تسميته «الفيروس اليتيم». لكن الدراسات اللاحقة كشفت الرابط بينه وبين الإصابات بحالات التهاب نادرة عند البشر، مثل التهاب الدماغ أو المعدة والأمعاء. 

وغالبا ما تنتقل الفيروسات الأرثورية عن طريق الفضلات أو الرذاذ التنفسي، وتصيب جهاز التنفس والجهاز الهضمي على الأغلب. كما أنها قادرة على التطور، وإنتاج سلالات جديدة عن طريق تبادل الجينات بين فيروسين مختلفين عندما يُصيبان الخلية نفسها.

وأوضحت عالمة الفيروسات، إميلي ديرويتر: «كانت الفيروسات الثديية الأورثورية تعد في الأصل فيروسات (يتيمة)، إذ توجد في الثدييات، بما فيها البشر، ولكنها لا ترتبط بالأمراض. وأخيرا، جرى ربطها بأمراض الجهاز التنفسي، والجهاز العصبي المركزي، والجهاز الهضمي».

وأضافت: «هناك أنواع مختلفة من فيروسات (أورثوريوفيروس) في الثديات، لكن لا توجد معلومات كافية عن الفيروس المكتشف أخيرا». بناء على ذلك، نشر ليدنيكي وزملاؤه الجينوم المتسلسل لاكتشافهم، وذلك لبدء عملية فهم هذه الفيروسات بشكل أفضل.

القط يفعلها مجددا
ليست هذه المرة الأولى التي يساعد فيها القط «بيبر» مالكه عالم الفيروسات في اكتشاف سلالة جديدة غير معروفة من الفيروسات. ففي العام الماضي، عاد القط حاملا فأرا مصابا بفيروس «جيلونغ»، الذي لم يُعثر عليه من قبل في الولايات المتحدة. 

هذه السلالة، فيروس «جيلونغ 1» لقوارض غينزفيل، قادرة بشكل مثير للقلق على إصابة خلايا الرئيسيات، وكذلك خلايا الثدييات الأخرى. وكتب ليدنيكي، في ورقة بحثية قدمها العام الماضي، أن «طبيعة فيروس (جيلونغ 1) تشير إلى أنه يتمتع بطبيعة عامة، مع إمكان حدوث انتشار واسع».