فرنسا تعلن عن “استعدادها القتالي” خلال احتفالات العيد الوطني

فرنسا تعلن عن “استعدادها القتالي” خلال احتفالات العيد الوطني

بدأت احتفالات العيد الوطني لفرنسا اليوم الإثنين بعرض عسكري سلّط الضوء على «الجاهزية القتالية» للجيش، غداة تعهّد الرئيس إيمانويل ماكرون زيادة النفقات الدفاعية لمواجهة التهديدات الأمنية المحدقة بأوروبا، وعلى رأسها التهديد الروسي.

وافتتح العرض بمسيرة لثلة من القوّات الإندونيسية، ضيفة الشرف في هذه المناسبة بعدما أبرمت باريس شراكة استراتيجية مع جاكرتا لزيادة نفوذها في منطقة الهندي-الهادئ، وفقا لوكالة «فرانس برس».

وشارك أكثر من 450 جنديا إندونيسيا، من بينهم فرقة تعزف آلات إيقاعية ببدلات متعدّدة الألوان وقبّعات عليها حيوانات مختلفة بحسب الكتيبة التي ينتمون إليها، كانوا في مقدّمة الموكب الذي سار فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الإندونيسي برابوو سوبيانتو وأمير دولة الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح.

– عشية العيد الوطني.. ماكرون يتحدث عن «جهود الدفاع» لمواجهة التهديدات العالمية 
– رئيس الأركان الفرنسي: روسيا تعتبر باريس خصمها الرئيسي في أوروبا

وسعى الجيش الفرنسي خلال العرض العسكري إلى إبراز ما يتحلّى به من «مصداقية عملياتية» و«تضامن استراتيجي» مع الشركاء، وقال كبير المسؤولين العسكريين في باريس الجنرال لويك ميزون عبر أثير «ار تي ال» إن «القوات البرية شاركت في العرض… في حالة تأهبّ للقتال».

وشارك جنود من الكتيبة المدرّعة السابعة يرتدون بدلات القتال والخوذ الواقية وسترات مضادة للرصاص، في العرض على متن دبّابات «لوكلير» ومدافع «سيزر» ذاتية الدفع، وعربات قتالية مدرّعة. وشاركت أيضا مسيّرات وأنظمة دفاع جوّي من نوع «سامب/تي».

وشهدت المراسم العسكرية أيضا مشاركة مجنّدين وآليات التدريب والدمج، في وقت يسعى ماكرون إلى إضفاء «إطار جديد» على الجيش كي «يتسنّى للشباب الخدمة في صفوفه».

20 ألف عنصر في 30 يوما
وتؤكّد باريس قدرتها على أن تنشر هذا العام كتيبة كاملة (أي أكثر من سبعة آلاف عسكري) مزوّدة بكلّ الذخائر والتجهيزات اللوجستية اللازمة في خلال 10 أيّام. وتطمح لأن يتخطّى العدد 20 ألف عنصر في ثلاثين يوما سنة 2027.

وفي دليل على الشراكات التي نسجتها فرنسا، شاركت في احتفالات العيد الوطني فرقة مشتركة بين بلجيكا ولوكسمبورغ والفرقة الفرنسية الفنلندية التابعة لفيلق الردّ السريع في قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفل)، فضلا عن طاقم فرقاطة «أوفيرن» المؤازرة لعمليات حلف شمال الأطلسي في البلطيق والدائرة القطبية الشمالية.

وقال ماكرون الأحد أمام عدد من المسؤولين العسكريين رفيعي المستوى إن «الحرّية لم تكن يوما منذ العام 1945 مهدّدة كما هي الحال اليوم»، متطرّقا إلى «التهديد المستدام» الذي تشكّله روسيا لأوروبا.

في حين قالت المجلّة الوطنية الاستراتيجية بعددها الصادر الإثنين «بات من الواضح اليوم أننا ندخل في حقبة جديدة يرتفع فيها بشدّة خطر حرب كبيرة حامية الوطيس خارج الحدود الوطنية لأوروبا».

زيادة النفقات الدفاعية
وعلى الرغم من الجهود الرامية إلى تقليص الإنفاق العام في الميزانية، تعتزم فرنسا زيادة النفقات الدفاعية، مع إضافة مبلغ 3.5 مليار يورو في 2026 ثم 3 مليارات إضافية في 2027 بحيث تتضاعف الميزانية الدفاعية للبلد تقريبا في خلال 10 سنوات، أي خلال الولايتين الرئاسيتين لماكرون، لتبلغ نحو 64 مليار يورو في 2027.

واللافت أن 72% من الفرنسيين مستعدّون لتأييد هذه الزيادة، وفق ما أظهر استطلاع أجرته «أودوكسا-باكبون» لحساب جريدة «لو فيغارو» نشرت نتائجه الإثنين.