اكتشاف جيولوجي يغير تصورنا عن الانفجارات الكارثية على كوكب الأرض

كشف فريق من العلماء بقيادة عالمة البراكين أناليس كوتشيارو من جامعة ولونغونغ الأسترالية عن اكتشاف ثوري يربط بين هياكل عملاقة غامضة في أعماق الأرض وانفجارات بركانية كارثية غيّرت مجرى الحياة على الكوكب.
وتُعرف هذه التكوينات العميقة باسم «بلوبس» (BLOBS)، وهي هياكل ضخمة في طبقة الوشاح السفلي للأرض، تقع على عمق يصل إلى 3000 كيلومتر، وتُعتقد أنها تلعب دورًا مركزيًا في إطلاق ريشات من الصخور المنصهرة تصعد إلى السطح وتُسبب انفجارات بركانية مدمّرة.
ووفقًا للدراسة المنشورة في مجلة «اتصالات الأرض والبيئة» (Communications Earth & Environment)، فإن هذه الأعمدة الصاعدة من «ريش الوشاح» ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالبراكين العملاقة التي حدثت خلال آخر 300 مليون سنة، بما في ذلك تلك المرتبطة بانقراض الديناصورات.
– باطن الأرض يحتوي ربما على أجزاء كبيرة من كوكب آخر
– أخيرًا.. فك رموز الأصول الغامضة للياقوت
– دراسة: الانبعاثات البركانية المعتمة للشمس تفسر جزئيًّا تباطؤ الاحتباس الحراري
وقالت كوتشيارو: «تُبيّن هذه النتائج أن ريش الوشاح تعمل كقنوات صهارة عميقة تؤدي مباشرةً إلى الانفجارات البركانية الهائلة»، مضيفةً أن هذه الأعمدة تتحرك مع المصدر نفسه، أي مع الكتل العميقة (BLOBS).
انفجارات البركانية ومعادن ثمينة
وأظهر الفريق، باستخدام نماذج محاكاة متطورة وبيانات جيولوجية ثلاثية الأبعاد، أن هذه الرِيش الصاعدة لا تتسبب فقط في الانفجارات البركانية، بل تُشير مواقعها أيضًا إلى أماكن يمكن أن تحتوي على معادن ثمينة مثل الماس والكمبرليت، مما يفتح آفاقًا جديدة في استكشاف الموارد الطبيعية.
ويطرح البحث تساؤلات مثيرة: هل هذه الكتل العملاقة ثابتة في أعماق الأرض أم أنها تتحرك باستمرار بفعل تيارات الحمل الحراري؟ وتشير النتائج إلى أنها نظام ديناميكي فعّال، له تأثير مباشر على سطح الأرض.
من جانبه، قال عالم الجيولوجيا نيكولاس فلامينت، المشارك في الدراسة: «هذا الاكتشاف يُقرّبنا خطوة من فهم كيف ولماذا تحدث أعظم الانفجارات البركانية في التاريخ، وما الذي يمكن أن نتوقعه في المستقبل».