بالرغم من ارتفاع معدلات الهجرة غير الشرعية، المفوضية الأوروبية تتجاهل إخفاقها في ليبيا.

أفاد تقرير لصحيفة «بروكسل تايمز» أن الاتحاد الأوروبي يبدو تجاوز الازمة الطارئة بشأن طرد وفده من بنغازي الأسبوع الماضي، مع تأكيدات أوروبية على استمرار التعاون مع مختلف الأطراف الليبية.
وعاد التقرير إلى ملابسات طرد وفد الاتحاد الأوروبي – الذي ضمَّ المفوض الأوروبي للشؤون الداخلية والهجرة ماغنوس برونر، ووزراء الداخلية المختصين بالهجرة من إيطاليا واليونان ومالطا – فور وصوله الثلاثاء إلى مطار بنينا في بنغازي، حيث كان من المقرر مناقشة التصاعد المفاجئ للهجرة غير الشرعية نحو أوروبا.
قبل الوصول إلى بنغازي، اجتمع «الفريق الأوروبي» مع حكومة الدبيبة في طرابلس لمناقشة قضية الهجرة. ونشر برونر على «تويتر» أن الوفد أجرى مناقشات متعمقة مع الدبيبة ووزراء آخرين، وأكد مجدداً التزاماً مشتركاً لمكافحة تهريب المهاجرين. وكتب أن هذه المهمة وضعت أسساً لتعاون أوسع.
لكن الاجتماعات المخطط لها في بنغازي لم تُعقد في النهاية بحسب المفوض. إذ أعلنت حكومة أسامة حماد برونر «شخصاً غير مرغوب فيه»، وجرى طرد الوفد بأكمله من البلد.
– بعد واقعة الطرد من بنغازي.. من هو «فريق أوروبا» الذي قررت بروكسل إرساله إلى ليبيا؟
– كيف علّقت الصحافة الفرنسية على طرد الوفد الأوروبي من بنغازي؟
وصف متحدثون باسم المفوضية الأوروبية المهمة إلى ليبيا بأنها «معقدة». وبينما اعتبروا مناقشات طرابلس «مثمرة»، أرجعوا حادثة بنغازي إلى «مشكلة بروتوكولية» دون الخوض في تفاصيل. وأشاروا إلى أن الاتحاد الأوروبي سيستمر في انخراطه وسيبقي قنوات الاتصال مفتوحة مع جميع الفاعلين الرئيسيين في ليبيا لمعالجة تحديات الهجرة المشتركة. وقال المتحدثون: «لسنا هنا لنروي تفاصيل ما حدث ولنلعب لعبة إلقاء اللوم».
سياسة «ليبيا الواحدة» للاتحاد الأوروبي
بحسب تقارير إعلامية، فشلت المهمة بعدما أعرب السفير الأوروبي لدى ليبيا الدبلوماسي الإيطالي نيكولا أورلاندو عن قلقه بشأن تشكيل الوفد الليبي في بنغازي، سعياً لتجنب التعامل مع وزيري الخارجية والداخلية في حكومة حماد.
وأوضح متحدث باسم الشؤون الخارجية أن الاتحاد الأوروبي يعمل مع حكومة الدبيبة، المعترف بها دولياً، التي نتجت عن وساطة الأمم المتحدة. وأضاف أن الاتحاد يتعامل أيضاً مع سلطات في جميع أنحاء البلاد، تماشياً مع سياسته الداعية إلى «ليبيا واحدة».
عند سؤاله عما إذا كانت دائرة العمل الخارجي الأوروبي «EEAS» ستتحقق مما حدث وتراجع موقف الاتحاد الداعم لـ«ليبيا واحدة»، أفاد متحدث لصحيفة «بروكسل تايمز” يوم الخميس بأنه ليس لديهم ما يضيفونه لما سبق قوله. كما أكد مسؤول أوروبي رفيع في إفادة تقنية أمس قبل اجتماع مجلس الشؤون الخارجية الأسبوع المقبل أن موقف الاتحاد لم يتغير.
تزايد أعداد المهاجرين القادمين من ليبيا
وتعبّر المفوضية عن قلقها إزاء تزايد أعداد المهاجرين القادمين بشكل غير شرعي من ليبيا، لكنها تشير إلى أن الصورة العامة تُظهر انخفاضاً كبيراً في عمليات الوصول غير الشرعية عبر المتوسط خلال عام 2024 والنصف الأول من هذا العام.
وكما ورد في تقارير سابقة، وصل أكثر من 7300 مهاجر إلى جزيرة كريت وجزيرة غافدوس، وهي جزيرة صغيرة جنوب جزيرة كريت، منذ بداية العام، ليرتفع العدد من 5000 مهاجر في عام 2024. وتفتقر الجزيرتان إلى مخيمات استقبال. وقد نُوقشت القضية في قمة المجلس الأوروبي الأخيرة، مما دفع اليونان لطلب استعداد الاتحاد للمهمة الليبية.
تعليق إجراءات اللجوء
عقب فشل مهمة بنغازي، أعلنت الحكومة اليونانية نيتها تعليق فحص طلبات اللجوء لمدة ثلاثة أشهر من المهاجرين القادمين بحراً من دول شمال إفريقيا خاصة ليبيا. وأعلنت المفوضية أنها ستراجع القرار ولكن فقط بعد إقرار مشروع القانون ودخوله حيز التنفيذ.
وواجهت المفوضية سؤالاً مماثلاً سابقاً. ففي 2020، عندما دفعت تركيا اللاجئين عبر الحدود، أصبح الوضع على جزر بحر إيجة غير مقبول. مما اضطر اليونان لتعليق إجراءات اللجوء مؤقتاً. وفي بروكسل، امتنعت المفوضية عن تقديم إجابات واضحة حول قانونية الإجراءات عندما سؤلت.
في تقرير مراجعة العام الماضي، وجدت محكمة المراجعين الأوروبيين «ECA» أن صندوق الاتحاد الأوروبي الاستئماني الطارئ لإفريقيا «EUTF» البالغ 5 مليارات يورو لا يركز بما يكفي على معالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار والهجرة غير النظامية والنزوح في القارة الإفريقية. وعلى وجه الخصوص، انتقد المدققون مراقبة المفوضية لانتهاكات حقوق الإنسان في البلدان التي تتلقى تمويلاً من الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ليبيا.
في 2023، كشف تحقيق لاتحاد صحفي «لايتهوس» أن وكالة حرس الحدود والسواحل الأوروبية «فرونتكس» كانت تشارك إحداثيات قوارب المهاجرين المحتاجة للإنقاذ في البحر المتوسط مع سفينة تديرها ميليشيا في شرق ليبيا.