«أمسيات عربية»

«أمسيات عربية»

       صبغت «الليالي العربية» الشرق بالغموض والإثارة، فصار شغفا للفنانين التشكيليين الغربيين، الذين صاروا يُعرفون بـ«المستشرقين»، فرسموا النساء الشرقيات، حفيدات شهر زاد، في أشكال وأنماط الإغراء والإمتاع والغواية. تسلل بعضهم إلى مخادع الحريم في قصور السلاطين، وتأسست في العواصم الغربية استديوهات لإنتاج اللوحات المبهرة. وكان من بين فئات الرسامين المستشرقين فنانون بارعون رسموا النساء الشرقيات دون أن يزوروا الشرق. ويقول الأستاذ مروان سعد الدين، مترجم كتاب «النساء في لوحات المستشرقين» لمؤلفه «لين ثورنتون»، ترجمة مروان سعد الدين، الذي صدر عن «دار المدى» عام 2007: «بانت تجلياتهم في رصد هذا الكائن الجميل من لوحات المستشرقين الباحثين عن الجديد المختلف والمتميز، من العوالم، بعد أن استهلكوا عوالمهم وفنونهم التي اجتروا فيها قرونًا طويلة التراث الإغريقي الروماني».

كتاب «ألف ليلة وليلة»
ويشير الكتاب إلى أن القصص التي ترويها شهر زاد في كتاب «ألف ليلة وليلة»، الذي عرف في الغرب باسم «الليالي العربية»، لفتت بإثارتها مواضيع «الجنس – الحب – المكر – الخداع – روح الدعابة» التي تضمنتها، فتركت انطباعا لا يمكن إزالته عن عالم الشرق بأنه خيالي وشهواني وعنيف، غافلين عن المغزى الروحاني الذي تمتع به القصص، حيث ارتبطت مواضيعها بالسلاطين والوزراء والمحظيات، وهكذا تناولها عدد كبير لا يحصى من الفنانين التشكيليين الأوروبيين، المعاصرين لكل حقب من حقب التاريخ الإسلاميالواقع المقال جعلني أبحث عما ورد من أسماء الفنانين في الكتاب المشار إليه، وأبحث عن بعض أعمالهم، فيكون إسهاما في تتبع هذا الفن الذي أبدع فيه الكثيرون منذ قيام الدولة العثمانية.

فى باريس أصبح التركواز آخر صيحات الموضة
وبالإضافة إلى رسوم الفنان )جون بابتيست فانمور(، ومثل فنانين آخرين يعيشون في القسطنطينية في ذاك الوقت، كلفت الجالية الأوروبية فانمور بأن يرسم لها صورًا باللباس التركى. وفى باريس أصبح التركواز آخر صيحات الموضة، وأضحى العديد من الفنانين الفرنسيين، مثل )فرانسوا بوشيه وجاك لانكريه وإيتيان جورا(، يتأثرون شيئا فشيئًا بهذه الظاهرة العثمانية، على الرغم من أنه لم يسبق لأقدامهم أن وطأت بلدان الشرق أبدًا من قبل.

اللوحة التي رسمها )جاك آفيد(
وقد أثارت اللوحة التي رسمها )جاك آفيد( للسفير سعيد محمد باشا، الموجودة بمتحف الفن الوطنى في فرساى، اهتمامًا كبيرًا في الأوساط الفنية عام 1772، وأصبحت نموذجًا مطلوبًا بكثرة من قِبل الطبقة الارستقراطية المتلهفة ليرسم لها آفيد صورًا شخصية على الطريقة الشرقية. وفى إنجلترا، طغت الأزياء واللوحات التركية على موضة القرن الثامن عشر، على الرغم من التأثر بالظاهرة العثمانية في إنجلترا لم يكن بالقوة نفسها كما هي الحال في فرنسا. وفى بداية القرن التاسع عشر، تزايدت أعداد الناس الذين يسافرون إلى الشرق الأوسط، يعنى هذا أن الشرق لم يعد يعنى تركيا تحديدًا.

«الليالي العربية» «الليالي العربية» «الليالي العربية» «الليالي العربية» «الليالي العربية» «الليالي العربية» «الليالي العربية» «الليالي العربية» «الليالي العربية» «الليالي العربية» «الليالي العربية»