الأزمات تطارد الأبطال الستة قبل التوجه إلى ميلانو.. و3 أندية تلوح بعدم المشاركة في المباريات.

الأزمات تطارد الأبطال الستة قبل التوجه إلى ميلانو.. و3 أندية تلوح بعدم المشاركة في المباريات.

لم تكد الكرة الليبية تلتقط أنفاسها بعد أزمة مباراة «ديربي» طرابلس بين فريقي الأهلي طرابلس والاتحاد، وما ترتب على قرار الاتحاد الليبي لكرة القدم بإلغاء نتيجة المباراة، حتى تفجرت أزمة أخرى تهدد دور سداسي التتويج بلقب الدوري الممتاز «دورينا» بعدما هدد عدد من الأندية الستة المشاركة في السداسي بعدم خوض مبارياته.

وأصدرت أندية الأخضر والأهلي بنغازي والهلال التي تنتمي للمنطقة الشرقية، بيانا مشتركا أعلنت فيه امتناعها عن خوض مباريات دور سداسي التتويج بلقب «دورينا» المزمع إقامته في إيطاليا بسبب ما قالت إنه توزيع مجحف وغير عادل لعدد المرافقين المخصص لكل بعثة، وطالبت الأندية الثلاثة بمعالجة عادلة لهذا الوضع، وضمان توزيع عادل لعدد المرافقين لكل بعثة في إيطاليا.

وجاء في بيان أندية الأخضر والأهلي بنغازي والهلال: «في الوقت الذي تستعد فيه أنديتنا الثلاثة، ممثلة للمنطقة الشرقية، للمشاركة في مرحلة سداسي التتويج المزمع إقامتها في دولة إيطاليا، نفاجأ بتوزيع مجحف وغير عادل في عدد المرافقين المخصص لكل بعثة، حيث جرى رصد أرقام متفاوتة وغير موحدة بين الأندية، دون أي معايير واضحة أو شفافية في اتخاذ القرار.

وأدى هذا الخلل إلى إرباك كبير في الترتيبات الإدارية والفنية لأنديتنا، كما وضعنا في موقف محرج أمام جماهيرنا، وأحدث تذمرا داخل منظوماتنا الرياضية، خصوصا في ظل الضغط الكبير الذي تفرضه المرحلة القادمة وحساسية تمثيل الكرة الليبية في هذا المحفل الهام. إننا، وفي ضوء هذا التجاوز الواضح لمبدأ العدالة والمساواة، نعلن بشكل موحد امتناعنا التام عن المشاركة في سداسي التتويج، ما لم تجر معالجة هذا الوضع فورا، وضمان توزيع عادل ومنصف لعدد المرافقين لكافة الأندية المشاركة دون استثناء. ونحمل اللجنة الرسمية والمنظمة المسؤولية الكاملة عن تبعات هذا القرار، ونؤكد أن تمثيلنا للمنطقة الشرقية في هذا الاستحقاق الوطني لا يعني القبول بسياسات التمييز أو التساهل في حقوق أنديتنا، ونؤكد مرة أخرى تحميل كامل المسؤولية إلى اللجنة المنظمة والمسؤولة عن هذه التصرفات».

أزمة في وقت حساس
يعد هذا البيان تفجيرا لأزمة جديدة في وقت حساس للغاية تستعد فيه الكرة الليبية لخوض المرحلة الأخيرة من عمر الموسم الاستثنائي، حيث كان اتحاد الكرة يرغب في تنظيم ناجح لدور سداسي التتويج في إيطاليا، غير أن بيان الأندية الثلاثة وضع الاتحاد في حرج بالغ أمام الشارع الكروي في ليبيا، والغريب أن الاتحاد ومسؤوليه لم يخروجوا بأي رد على بيان أندية الأخضر والأهلي بنغازي والهلال، تاركين الساحة خاوية من دون أي رد أو توضيح.

– للاطلاع على العدد «503» من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

وقد تسبب في هذه المشكلة قرار اتحاد الكرة بأن يكون عدد أعضاء بعثة كل ناد 55 شخصا ما بين رياضي وأعضاء الطاقم التدريبي ومسؤولي النادي، ما عدا فريق الأخضر الذي تقرر أن يكون عدد أعضاء بعثته 45 شخصا فقط، وهو قرار لا تعرف أسبابه، وهذا هو السر الذي دفع أندية الأهلي بنغازي والهلال للتضامن مع الأخضر، وتقرر عدم المشاركة في دور سداسي التتويج إلا بعد حل هذه المشكلة.

وبجانب كل هذا، فإن وزارة الرياضة قررت تقليص عدد وفد اتحاد الكرة، وهذه الإشكالية سيترتب عنها إجراءات أخرى في منح التأشيرة الإيطالية والتأخر في موعد السفر وما يترتب على ذلك من التأخر في انطلاق السداسي، وذلك حسب معلومات تحصلت عليها «الوسط».

وعلى الرغم من تلك الأزمة، فإن الشارع الرياضي هذه الأيام يترقب انطلاق الدور السداسي للتتويج بلقب الدوري الممتاز والذي من المقرر أن يقام في مدينة ميلانو الإيطالية خلال النصف الثاني من الشهر الجاري، إذا ما سارت الأمور بصورة طبيعية، وإذا ما جرى حل مشكلة تأشيرة دخول الأراضي الإيطالية للفرق الستة، خاصة أن هناك أكثر من خمسمئة شخص سوف يتوافدون على مدينة ميلانو. وبحسب الاتحاد الليبي لكرة القدم، فإن كل الأمور تسير بخطوات متسارعة بعكس ما يروج له في الشارع الرياضي من أن مشكلة التأشيرة الإيطالية يشوبها عديد التعاقدات من الجانب الإيطالي.

وحسب اتحاد الكرة أيضا، فإن كل الأمور اللوجستية من حجز الملاعب والإقامة والتنقل والنقل المرئي والحكام، قد جرى التفاهم عليها مع الجانب الإيطالي الذي سيقوم بتوفيرها، كما أن اتحاد الكرة أرسل بعثة بهذا الخصوص لمعاينة الملاعب وأماكن الإقامة في الفنادق ووسائل التنقل بين مقر الإقامة والملاعب التي تبعد بمسافة قد تصل إلى أكثر من خمسين كيلومتراً في بعض الأحيان.

6 مدارس تدريبية مختلفة تقود فرق السداسي
وخلال الصراع الساخن المرتقب حدوثه في ميلانو على لقب الدوري الليبي الممتاز، يببرز الصراع الفني بين مدربي الفرق الستة، حيث اختارت فرق السداسي اثنين من المدربين من ليبيا، وواحدا من مصر وواحدا من صربيا وواحدا من الجزائر وواحدا من تونس. الأهلي بنغازي يقوده المدرب الوطني المخضرم ناصر الحضيري الذي نقل الفريق نقلة كبيرة للأمام بعد فترة تراجعت فيها العروض والنتائج بسبب تغيير الأطقم الفنية في بداية انطلاق الدوري، ووصل بالفريق إلى صدارة المجموعة الأولى برصيد 24 نقطة في السداسي الأول.

ناصر الحضيري قاد الأهلي بنغازي في 13 مباراة بالدوري والكأس، فاز بتسع مباريات وتعادل في أربع ولم يتلق أي هزيمة، وتحت قيادته سجل الأهلي بنغازي 29 هدفا واستقبل ثمانية أهداف فقط.

ويبقى المدرب الصربي زوران أحد أبرز المدربين في الدوري الليبي بفضل أسلوبه الهجومي الجريء، وقدرته على قلب النتائج في أصعب اللحظات، ونجح المدرب الصربي في قيادة الهلال للعودة من التأخر إلى الانتصار في ست مباريات هذا الموسم. وقاد زوران الهلال لخطف البطاقة الثانية لسداسي التتويج بعدما جمع 22 نقطة. وخلال عشر مباريات كان الفوز من نصيب الهلال في نصفها وتعادل في أربع وفقد نتيجة مباراة واحدة. وسجل الهلال معه عشرين هدفا واستقبلت شباكة 13 هدفا، لكنه لم يتمكن من الوصول لنصف نهائي كأس ليبيا بعد خسارته أمام الأهلي بنغازي بركلات الترجيح.

أما المدرب الجزائري رضا بن إدريس مدرب الأخضر فقد تمكن من إحداث نقلة نوعية في مسيرة الفريق خلال الموسم الحالي، فقبل قدوم بن إدريس كان الأخضر متعثرا بشكل كبير، لكنه استطاع قيادة الفريق إلى التأهل إلى الدور نصف النهائي والتأهل لسداسي التتويج بعدما خطف البطاقة الثالثة وفي رصيده 19 نقطة. لعب الفريق تحت قيادته عشر مباريات ففاز في أربع مباريات وتعادل في خمس مباريات وفقد نتيجة مباراة واحدة، وسجل الأخضر مع بن إدريس 12 هدفا واستقبلت شباكه 18 هدفا.

– للاطلاع على العدد «503» من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

وبعد ختام مباريات السداسي الأول تصدر الأهلي بنغازي الترتيب النهائي للمجموعة الأولى برصيد 24 نقطة، ثم الهلال برصيد 22 نقطة، فالأخضر وله 19 نقطة، يليه النصر وله 14 نقطة، فالصداقة بعشر نقاط، وأخيرا التحدي بنقطتين.

أما بالنسبة لمدربي المجموعة الثانية، فيعد المصري حسام البدري مدرب فريق الأهلي طرابلس علامة مميزة بين المدربين هذا الموسم، وقد سجل الفريق معه 57 هدفا، كما أن الأهلي طرابلس يتمتع بأفضل دفاع بعدما استقبل 12 هدفا. وقد تأهل البدري بالفريق إلى نصف نهائي كأس ليبيا بفوزه في الدور ربع النهائي على فريق السويحلي بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدف.

وقاد المدرب التونسي فتحي الجبال فريق السويحلي لاحتلال الترتيب الثاني المؤهل للدور السداسي بعدما جمع الفريق عشرين نقطة، لكنه فقد التأهل لنصف نهائي كأس ليبيا.

وأخيراً.. يبرز المدرب الوطني حمدي بطاو مدرب فريق الاتحاد الذي تعاقدت إدارة نادي الاتحاد معه لاستكمال الموسم بعد رحيل الإسباني ومساعده بعد تعثر تجربته لعدة أسباب من أهمها سوء النتائج والخلافات مع نجوم الفريق وعدم تطوير اللاعبين الشباب، وزاد من أسباب حسم الاتحاد لموقفه بشأن رحيله الخسارة الثقيلة مع السويحلي برباعية. ومن أجل التأهل لسداسي التتويج جاء التعاقد مع حمدي بطاو الذي قاد الاتحاد إلى ميلانو بعد الفوز على الاتحاد المصراتي في ملعبه، بجانب الترشح إلى نصف نهائي الكأس بعد الفوز على المدينة. ويُعتبر حمدي بطاو من المدربين الوطنيين المجتهدين ولديه دراية كبيرة بخبايا الكرة الليبية وكيفية التعامل مع اللاعب الليبي واستخراج أفضل مالديه، كما أنه يجيد التكتيك المُضاد للخصوم. وقد تأهل بالفريق إلى السداسي برصيد 17 نقطة.

أرقام وإحصاءات
من الأرقام التي برزت خلال الموسم الحالي من الدوري الليبي الممتاز قبل سداسي التتويج في إيطاليا، أن عدد المباريات بلغ 398 مباراة انتهت 282 منها بالفوز، وحسم التعادل نتيجة 116 مباراة. وشهد الدوري حتى الآن تسجيل 982 هدفا، واحتسب الحكام 131 ركلة جزاء جرى تسجيل 105 ركلات منها، وأخرج الحكام البطاقة الحمراء لـ72 لاعبا. ويحتكر مابولولو لاعب الأهلي طرابلس قائمة هدافي الدوري الليبي حتى الآن برصيد 18 هدفا، بجانب تسجيله هدفا في الكأس.

• كأس ليبيا يرحل إلى ميلانو
وبالتوازي مع كل هذا، فقد أضاف اتحاد الكرة عبئا جديدا على كاهله بإصدار قرار تنظيم ما تبقى من مباريات بطولة كأس ليبيا في ميلانو على هامش سداسي التتويج، لكن الشىء الجيد أن الفرق الأربعة التي ستشارك في الدور نصف النهائي هي فرق مشاركة بالفعل في سداسي التتويج، ما يحفف ولو قليلا من العبء التنظيمي.

وقد تأهل إلى الدور نصف النهائي لكأس ليبيا أربعة فرق هي الأهلي بنغازي والأخضر من المجموعة الأولى، والأهلي طرابلس والاتحاد من المجموعة الثانية.

المدرب الصربي زوران. (أرشيفية: الإنترنت)