تعاون لتوفير علاج وقائي من الإيدز في الدول النامية

تعاون لتوفير علاج وقائي من الإيدز في الدول النامية

في خطوة وُصفت بالمفصلية في مسار مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، أعلن «الصندوق العالمي»، وهو شراكة دولية بين القطاعين العام والخاص، عن توقيع عقد مع شركة الأدوية الأميركية «جيليد ساينسز» لتزويد الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط بعقار «ليناكابافير» الوقائي.

ويُعدّ هذا الاتفاق سابقة من نوعه، إذ سيجري طرح العقار الجديد للوقاية من فيروس «إتش آي في» في الدول الفقيرة والغنية بالتوازي، وبتكلفة مناسبة للبلدان ذات الموارد المحدودة، وفق بيان صادر عن الصندوق ومقره جنيف، وفقا لوكالة «فرانس برس».

وأكد المدير التنفيذي للصندوق، بيتر ساندز، أن الجرعات الأولى من العقار ستُشحن وتُسلّم إلى دولة أفريقية واحدة على الأقل قبل نهاية العام 2025، معربًا عن طموح المؤسسة بإيصال العلاج إلى مليوني شخص. وأضاف: «لكننا لا نستطيع تحقيق هذا الهدف من دون تعبئة عالمية حقيقية لتوفير الموارد».

حقنتين فقط في السنة
ويتميز عقار «ليناكابافير»، المعروف أيضًا باسمه التجاري «يزتوغو»، بكونه أول دواء وقائي طويل المفعول يتطلب فقط حقنتين في السنة، مقارنة بالعلاجات الوقائية التقليدية التي تُتناول يوميًا. وقد أثبتت التجارب السريرية فعاليته العالية، إذ قلل من خطر انتقال الفيروس بنسبة تفوق 99.9% بين البالغين والمراهقين، في نتيجة تُضاهي فعالية اللقاحات.

وحصل «يزتوغو» على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) في يونيو 2025، ما مهد الطريق أمام اعتماده عالميًا.

رغم أن كلفة العلاج في الولايات المتحدة تبلغ أكثر من 28 ألف دولار سنويًا، وهو ما أثار مخاوف من حصره في الأسواق الغنية، فإن الاتفاق مع «الصندوق العالمي» سيتيح للدول المدعومة الاستفادة من سعر ميسّر، لم تُكشف تفاصيله المالية بعد.

– «مكافحة الأمراض»: نسبة انتشار الإيدز في ليبيا تتراوح بين 0.1% و0.3% فقط
– «يزتوغو».. علاج جديد لفيروس «الإيدز»
– منظمات جنوب أفريقية تحذر: تجميد ترامب للمساعدات سيحرم مرضى الإيدز من العلاج

وتعهدت الشركة بأن يكون «ليناكابافير» متاحًا بشكل موسّع في المناطق الأكثر تضررًا بالوباء، لا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء، التي لا تزال تسجل معدلات إصابة مرتفعة بفيروس الإيدز.

ويُذكر أن «جيليد» كانت قد طوّرت سابقًا عقار «سونلينكا»، المشتق من نفس الجزيء، والمخصّص لعلاج الأشخاص المصابين بالفعل بالفيروس.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل تحولًا مهمًا في إتاحة الابتكارات الطبية الحديثة للدول النامية، لا سيما في مجال الوقاية من الأمراض المُعدية القاتلة.