مبيد معروف يُثير جدلًا جديدًا ويُشعل «القلق»

يواجه منتج مبيد الأعشاب الأشهر في العالم «راوند أب» انتقادات حادة بعد استبداله لمادة الجليفوسات بمادة جديدة تدعى «الديكوات»، اعتُبرت من قبل بعض الباحثين بديلاً «مثيرًا للخوف».
لطالما اُستخدمت مادة الجليفوسات كمبيد أعشاب فعال، ولكن مع تصاعد الأدلة العلمية التي تربطها بمشكلات صحية متعددة، بدأ المصنعون في البحث عن بدائل أقل ضررًا. إلا أن دراسة جديدة أجراها باحثون من مستشفى سوينينغ المركزي في الصين تكشف عن أن الديكوات (البديل المختار) قد يكون أكثر خطورة مما يُعتقد.
وفقًا للدراسة المنشورة في مجلة «فرونتيرز فارماكولوجي» فإن الديكوات يسبب أضرارًا جسيمة للأعضاء الحيوية عند امتصاصه من الجهاز الهضمي، بما في ذلك إصابات بالكلى، واضطرابات في الكبد، ومشاكل في الجهاز العصبي، قد تصل إلى الفشل العضوي المتعدد والوفاة في حالات التسمم الحاد. كما تُشير تحاليل تشريحية إلى أن جزءًا من المادة يبقى في الجهاز الهضمي، ما قد يؤدي إلى تعطيل الميكروبيوم وإضعاف بطانة الأمعاء.
حالات تسمم مزعجة
وعلى الرغم من أن الديكوات أقل امتصاصًا عن طريق الرئتين مقارنةً بمادة الباراكوات، المبيد المحظور في أكثر من 70 دولة، إلا أن ملامسته للجلد أو استنشاقه يظل مصدرًا للخطر، وبلع كميات صغيرة منه قد يكون مميتًا.
– «باير» تعمل على مبيد حشري بديل عن الغليفوسات
– أوروبا تخفض الحدود المسموحة لرواسب المبيدات الحشرية في الأطعمة
– التعرض المكثف للمبيدات يزيد خطر الإصابة بسرطان الدم النخاعي
– استنشاق المبيدات الزراعية يسبب الوفاة
من الملفت للنظر أن الاتحاد الأوروبي، وسويسرا، والمملكة المتحدة قد حظرت استخدام الديكوات، بينما ما زال مسموحًا به في دول مثل الولايات المتحدة والبرازيل، حيث يعاني العمال الزراعيون من حالات تسمم مزعجة ترتبط بالتعرض للمادة دون وسائل وقاية كافية.
يشير العلماء إلى أن استبدال مادة ضارة بأخرى مشابهة في السمية لا يحل المشكلة، بل يؤخر معالجتها. وقد يكون الآن الوقت المناسب لإعادة التفكير في أنظمة الزراعة المعتمدة على هذه المبيدات، والبحث عن حلول مستدامة توازن بين الربح الزراعي وسلامة الإنسان والبيئة.