اليونان: طرد البعثة الأوروبية من بنغازي يُعتبر حدثاً «فريداً»

علق الناطق باسم الحكومة اليونانية، بافلوس ماريناكيس، على واقعة «طرد» الوفد الأوروبي المعني بالهجرة من مدينة بنغازي على يد قوات «القيادة العامة»، مؤكدا أنه «حادث غير مسبوق»، ويعكس موقفا واضحا لسلطات شرق ليبيا بشأن ملف الهجرة.
وقال ماريناكيس، في مقابلة تلفزيونية على قناة «أكشن 24» اليونانية أمس الثلاثاء، إن أثينا تدرس اتخاذ إجراءات أكثر صرامة وفعالية في مواجهة ظاهرة الهجرة غير القانونية، وذلك خلال اجتماع مقرر بين رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس ووزير الهجرة ثانوس بليفريس.
وأضاف أن تصرف قائد قوات «القيادة العامة»، المشير خليفة حفتر، جاء كرد فعل على الضغوط الأوروبية الهادفة إلى تقليص تدفقات المهاجرين، معتبرا أن «الطرد يكشف عن نيات سياسية واضحة من قِبل سلطات شرق ليبيا».
السجن أو الترحيل للمهاجرين
تابع ماريناكيس: «لن نعيد اختراع العجلة. الإجراءات يجب أن تكون واقعية وتعكس منطق الردع، لا منطق الترحيب والدعوة للمجيء. في اليونان سيكون هناك مساران فقط أمام المهاجرين غير النظاميين: إما السجن أو العودة إلى بلدانهم الأصلية».
وأكمل أن هذا النهج ليس «انتقاميًا ولا عقابيًا، بل واقعي»، مشيرًا إلى أن هذه السياسة جرى إقرارها في مجلس الوزراء، وهي استمرار للخط العام الذي تتبناه الحكومة في ملف الهجرة.
كما أشار ماريناكيس إلى أن أعداد المهاجرين غير النظاميين في تزايد مستمر، لافتًا إلى أن جزيرة كريت وحدها استقبلت أكثر من سبعة آلاف مهاجر منذ يناير الماضي، ومضيفًا: «شبكات التهريب لا تستسلم».
ورداً على سؤال حول إمكان إنشاء مراكز احتجاز مغلقة، أجاب ماريناكيس: «المنطق السليم يقول إنه لا يمكننا استبعاد هذا الخيار».
حادث غير مسبوق في بنغازي
ختم الناطق بالقول: «ردة فعل قوات حفتر على البعثة الأوروبية تعكس معاملة غير مسبوقة تجاه الاتحاد الأوروبي، وعلى أوروبا أن تدرك خطورة الوضع الحالي»، مضيفًا: «نحن نحمي حدود أوروبا، لكننا لن نفعل ذلك وحدنا، ولن نتحمل العبء بمفردنا».
وأكد أن اليونان ستطلب تمويلاً إضافياً للمجتمعات المحلية والسلطات الإقليمية، التي سيتوجب عليها تحمل تبعات أزمة الهجرة.
ملابسات إلغاء زيارة الوفد الأوروبي بنغازي
نشر موقع «بروتو ثيما» اليوناني ملابسات إلغاء زيارة الوفد الأوروبي المعني بالهجرة إلى مدينة بنغازي أمس الثلاثاء ، حيث حطت طائرة الوفد في مطار بنينا الدولي، وهو يضم المفوض الأوروبي للهجرة، ماغنوس برونر، رفقة وزراء داخلية إيطاليا واليونان ومالطا.
– كيف أجبر حفتر الوفد الأوروبي للهجرة على مغادرة بنغازي؟
– المفوض الأوروبي للهجرة يتجاهل الحديث عن رفض استقباله في بنغازي
– حماد يطلب من 4 وزراء داخلية أوروبيين مغادرة ليبيا
ونزل المسؤولون في المطار، وجرى اصطحابهم إلى صالة كبار الشخصيات في المطار، وفقًا للبروتوكول الدبلوماسي. لكن أعضاء الوفد فوجئوا بإبلاغهم أن قائد «القيادة العامة»، المشير خليفة حفتر، «غير راغب في مقابلتهم على انفراد»، ولن يستقبلهم إلا بحضور الحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة أسامة حماد، ليردّ المفوض الأوروبي بأن «صلاحياته تقتصر على لقاء فردي مع حفتر»، مرجعا ذلك إلى «عدم اعتراف الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بالحكومة المتمركزة في بنغازي».
وأثار موقف برونر رد فعل حفتر، الذي أوضح أن «أي اجتماع لن يُعقد» من دون حكومة حماد. ودارت تحركات دبلوماسية مكثفة ومناورات خلف الكواليس، لكن الاجتماع انهار، وتبعه هجوم دبلوماسي من أسامة حماد، الذي أصدر بيانًا أعلن فيه المسؤولين الأوروبيين – بمن فيهم المفوض – أشخاصًا غير مرغوب فيهم، وطلب منهم مغادرة البلاد فورًا.