كيف دفع حفتر الوفد الأوروبي للهجرة إلى مغادرة بنغازي؟

كيف دفع حفتر الوفد الأوروبي للهجرة إلى مغادرة بنغازي؟

رصد تقرير يوناني ملابسات إلغاء زيارة الوفد الأوروبي المعني بالهجرة إلى مدينة بنغازي، رغم وصوله مطار بنينا الدولي عقب لقاءات أجراها في طرابلس.

بحسب موقع «بروتو ثيما» اليوناني، فإن الطائرة التي تقلّ المفوض الأوروبي للهجرة، ماغنوس برونر، برفقة وزراء داخلية إيطاليا واليونان ومالطا، هبطت في موعدها المحدد بمطار بنغازي الدولي. ونزل المسؤولون، وجرى اصطحابهم إلى صالة كبار الشخصيات في المطار، وفقًا للبروتوكول الدبلوماسي.

حفتر يشترط حضور حماد الاجتماع
لكن أعضاء الوفد فوجئوا بإبلاغهم أن قائد «القيادة العامة» المشير خليفة حفتر «غير راغب في مقابلتهم على انفراد»، ولن يستقبلهم إلا بحضور الحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة أسامة حماد.

وبحسب التقرير، ردّ المفوض الأوروبي بأن «صلاحياته تقتصر على لقاء فردي مع حفتر، مع التركيز حصريًا على سياسة الهجرة». ويرجع ذلك إلى «عدم اعتراف الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بالحكومة المتمركزة في بنغازي، بينما المعترف بها دوليًا هي حكومة الدبيبة».

تحركات دبلوماسية وانهيار الاجتماع
أثار موقف برونر رد فعل حفتر، الذي أوضح أن «أي اجتماع لن يُعقد» من دون حكومة حماد، ودارت تحركات دبلوماسية مكثفة ومناورات خلف الكوالي، لكن الاجتماع انهار، وتبعه هجوم دبلوماسي من أسامة حماد، الذي أصدر بيانًا أعلن فيه المسؤولين الأوروبيين – بمن فيهم المفوض – أشخاصًا غير مرغوب فيهم، وطلب منهم مغادرة البلاد فورًا.

وأضاف التقرير أن وزير الهجرة واللجوء اليوناني ثانوس بليفريس عاد إلى اليونان بعد الساعة السابعة مساءً بقليل، وأطلع رئيس الوزراء على تفاصيل الحادثة. ومن المقرر أن يلتقيا صباح الغد في قصر ماكسيموس.

رد أوروبي محتمل
وتوقع التقرير صدور رد رسمي من المفوضية الأوروبية، حيث كانت الزيارة بمثابة بعثة تابعة للاتحاد الأوروبي برئاسة المفوض برونر، وبرفقة ثلاثة وزراء من دول أعضاء في الاتحاد.

خلال المناقشات الدبلوماسية، اقترح المسؤولون الليبيون أن يجتمع برونر مع وزراء بحكومة حماد فقط، وهو الاقتراح الذي رفضه المفوض، مما أدى في النهاية إلى إفشال المهمة.

– المفوض الأوروبي للهجرة يتجاهل الحديث عن رفض استقباله في بنغازي
– وزير الداخلية الإيطالي يوضح أهداف زيارة الوفد الأوروبي إلى ليبيا
– حماد يطلب من 4 وزراء داخلية أوروبيين مغادرة ليبيا
– وزير الهجرة اليوناني: سنعمل مع ليبيا لمواجهة تحديات الهجرة

حادثة ذريعة محتملة لليونان
تقرير «بروتو ثيما» ينقل عن مصادر اعتقاد الجانب اليوناني أن خطوة حفتر «مدروسة»، إلا أن هذه الحادثة تُعطي الحكومة اليونانية الآن «ذريعة لتشديد موقفها تجاه قضية الهجرة».

وأجرى وزراء داخلية إيطاليا واليونان ومالطا ومفوض الاتحاد الأوربي للهجرة في وقت سابق اليوم محادثات مع رئيس حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» عبدالحميد الدبيبة ووزير الداخلية المكلف عماد الطرابلسي، ووزير العمل والتأهيل علي العابد، حول قضية الهجرة غير القانونية وآليات وقف تدفقات الهجرة انطلاقا من الأراضي الليبية.

بيان أسامة حماد
لكن رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد، اتهم في بيان الوفد الأوروبي بأنه قام بـ«تجاوز صارخ للأعراف الدبلوماسية والمواثيق الدولية وبتصرفات تمثل عدم احترام للسيادة الوطنية الليبية وبالمخالفة للقوانين الليبية وعدم اتباع الإجراءات المنظمة لدخول وتنقل وإقامة الدبلوماسيين الأجانب والمنصوص عليها بالتعميم الصادر من الحكومة» المكلفة من مجلس النواب قبل أيام.

وكانت حكومة حماد قالت يوم الاثنين إن على جميع الزائرين الأجانب والبعثات الدبلوماسية الأجنبية عدم القدوم إلى ليبيا والتنقل داخل البلاد دون إذن مسبق منها.

وزير يوناني: كريت تتعرض لضغط هائل
وخلال مؤتمر بشأن الهجرة في العاصمة طرابلس اليوم الثلاثاء، أكد وزير الهجرة واللجوء اليوناني، ثانوس يليفريس دعمه لليبيا في مواجهة مشكلة الهجرة الحادة التي تؤثر بشكل متزايد على أوروبا، مشددًا على أن جزيرة كريت تتعرض لضغط هائل من الساحل الشرقي.

وتابع: «نحن هنا، وفد من الاتحاد الأوروبي، مع المفوض برونر. نريد توجيه رسالة واضحة مفادها أننا سنساعد ليبيا على احتواء المهاجرين غير الشرعيين، ومنع مغادرتهم إلى الاتحاد الأوروبي، وفي الوقت نفسه ضمان عودتهم إلى أوطانهم. سنتعاون لتحقيق هذه الغاية».

أما وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوزي، فقال إن الهدف المشترك من تلك الزيارة هو التباحث مع المسؤولين الليبيين حول «منع مغادرة المهاجرين غير القانونيينن، وسحق المتاجرين بالبشر، ووقف الاتجار عبر الحدود البحرية والبرية».