باحثون يسلطون الضوء على تأثير مستويات السكر في الدم على تدهور مرض «ألزهايمر»

باحثون يسلطون الضوء على تأثير مستويات السكر في الدم على تدهور مرض «ألزهايمر»

كشفت دراسة حديثة أن مخزونات سكر الجلوكوز في المخ قد تلعب دورا أكثر أهمية مما يعتقد العلماء في كيفية التنكس المرضي للخلايا العصبية، وهو التدهور المؤدي للإصابة بألزهايمر، مما يفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة للمرض.

ويعرف ألزهايمر بأنه «اعتلال تاو» أو اعتلال الطوباوية، وهو أحد الأمراض التنكسية العصبية التي تتميز بتراكم بروتين تاو في التشابك العصبي في الدماغ. مع ذلك، ليس من الواضح إلى الآن ما إذا كانت تلك التراكمات سببا أم نتيجة للمرض، بحسب موقع «ساينس ألرت».

كشف تفاصيل جديدة
إلا أن الدراسة الجديدة، التي أجراها معهد أبحاث الشيخوخة في الولايات المتحدة، تضيف تفاصيل جديدة مهمة الآن من خلال الكشف عن تفاعلات مهمة تحدث بين بروتين تاو وجلوكوز الدم في شكله المُخزن، المعروف باسم «الجليكوجين».

– دراسة تكشف مؤشرًا جديدًا يتنبأ بالخرف قبل 12 عامًا من التشخيص
– عقار لعلاج الأرق يثبت فعاليته في إبطاء تطور ألزهايمر

وتسلط الدراسة ضوءا جديدا على وظائف الجليكوجين في الدماغ، الذي كان يعتقد إلى الآن أنه بمثابة مخزون داعم للكبد والعضلات. 

وقال عالم الأحياء الجزيئية من معهد «باك» لأبحاث الشيخوخة، بانكاج كاباهي: «تتحدى هذه الدراسة الجديدة هذا الرأي، ولها تداعيات لافتة. الجليكوجين المُخزن لا يستقر في الدماغ فحسب، بل يسهم في بعض الأمراض».

وبناء على الروابط التي جرى الكشف عنها بين الجليكوجين والتنكس العصبي، كشف الباحثون أدلة تربط بين المستويات المفرطة من الجليكوجين في الدماغ والإصابة بمرض ألزهايمر.

آلية مثيرة للاهتمام
كما وجدت التحليلات الإضافية آلية مثيرة للاهتمام، تعمل فيها بروتينات تاو على تعطيل التحلل الطبيعي واستخدام الجليكوجين في الدماغ، مما يزيد من التراكم الخطير لكل من بروتينات تاو والجليكوجين، وبالتالي خفض حواجز الدفاع العصبية الواقية.

ويعد نشاط إنزيم «فوسفوريلاز الجليكوجين» (GlyP) أساسيا في هذا التفاعل، وهو الإنزيم الرئيسي المسؤول عن تحويل الجليكوجين إلى وقود يستخدمه الجسم. وعندما عزز الباحثون إنتاج هذا الإنزيم في ذبابة الفاكهة، استخدمت مخازن الجليكوجين مرة أخرى، مما ساعد على مكافحة تلف الخلايا.

حمية غذائية مقيدة
لهذا تساءل الفريق البحثي ما إذا يمكن لاتباع حمية غذائية مقيدة، المرتبطة بالفعل بصحة الدماغ، المساعدة في التخفيف من التراكم الضار لبروتينات تاو في الدماغ؟ 

ولاحظت الدراسة أنه عند وضع ذبابة الفاكهة المصابة باعتلال تاو على نظام غذائي منخفض البروتين، أظهرت تلفا دماغيا أقل، مما يشير إلى التحول الذي يمكن أن تحدثه الحمية الغذائية في تعزيز إنزيم «فوسفوريلاز الجليكوجين». 

ويمكن أيضا ربط النتائج بالأبحاث المتعلقة بمحفزات مستقبل «جي إل بي-1»، مثل أدوية «أوزمبيك»، المصممة لعلاج مرض السكري من النوع الثاني وإنقاص الوزن، التي أظهرت أيضا فعالية في الوقاية من الخرف.