«أوبك بلس» تبحث في زيادة إجمالي الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يومياً.

«أوبك بلس» تبحث في زيادة إجمالي الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يومياً.

تدرس دول «أوبك بلس» زيادة إنتاجها النفطي بمقدار 500 ألف برميل يوميا، في مستوى أعلى من 411 ألف برميل يوميا، التي كانت مقررة خلال أشهر مايو ويونيو ويوليو، مما يسمح لها بالعودة إلى مستويات الإنتاج السابقة قبل اتفاق خفض الإنتاج الكلي. 

وقد اتفقت دول التكتل النفطي، بقيادة المملكة العربية السعودية، على زيادة الإنتاج الكلي بنحو 411 ألف برميل يوميا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، لكنها الآن تدرس تطبيق زيادة أكثر في أغسطس المقبل، كما نقلت وكالة «بلومبرغ» الأميركية، اليوم السبت. 

استعادة الحصة السوقية
تسمح تلك الاستراتيجية، بحسب «بلومبرغ»، للمجموعة النفطية باستعادة حصتها السوقية أمام المنتجين من خارج «أوبك بلس»، وتأتي على الرغم من المخاوف بشأن زيادة الإمدادات في السوق العالمية، مما يؤثر سلبيا على الأسواق. 

– أسعار النفط تنخفض مع زيادة الإمدادات من «أوبك بلس»
– تراجع أسعار النفط بعد التزام إيران بمعاهدة عدم الانتشار النووي

ونقلت الوكالة الأميركية عن مصادر داخل «أوبك بلس» أن «ثمانية من أعضاء التكتل البارزين يدرسون رفع الإنتاج الكلي بنحو 500 ألف برميل يوميا»، مما سيسمح للمجموعة بإعادة 2.2 مليون برميل كاملة إلى السوق بحلول سبتمبر المقبل، أي قبل الموعد المحدد. 

وقد شهدت استراتيجية «أوبك بلس» تحولا ملحوظا منذ أبريل الماضي بعد سنوات من ضبط الإنتاج الكلي، مع تطبيق زيادات كبيرة تدريجية، مما أثار دهشة التجار وأيضا تساؤلات بشأن استراتيجية المجموعة طويلة الأجل. 

وأرجعت وفود هذا التحول إلى محفزات عدة، بينها تلبية ذورة الطلب على الوقود خلال أشهر الصيف، وتقييد زيادات الإنتاج من قِبل بعض الدول الأعضاء، واستعادة الحصة السوقية من منافسين، مثل الولايات المتحدة. 

انخفاض أسعار النفط
انخفضت أسعار النفط خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حتى استقرت أمس الجمعة عند مستوى 68 دولارا للبرميل، منخفضة 13% مقارنة بالأسبوعين الماضيين. يعزو ذلك إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين «إسرائيل» وإيران، مما خفض المخاطر على الإمدادات النفطية، مع استمرار تدفق صادرات الخام من المنطقة دون تأثر كبير.

وقال رئيس قسم الأبحاث في مجموعة «أونيكس كابيتال»، هاري تشيلينجيريان: «مع تحول (أوبك بلس) نحو الحفاظ على حصة سوقية بدلا من استراتيجية الدفاع عن الأسعار، قد يكون من غير المجدي الإبقاء على خفض طوعي نظري للإنتاج. قد يكون من الأفضل إنجازه بسرعة، والمضي قدما ببساطة».

ترحيب أميركي
قد تحظى تلك الزيادة في إنتاج «أوبك بلس» بترحيب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي يضغط بشكل مستمر من أجل خفض أسعار الخام، لدعم الاقتصاد الأميركي وكبح التضخم، مع الضغط على بنك الاحتياطي الفدرالي لخفض أسعار الفائدة، بحسب «بلومبرغ».

مع ذلك، تنذر رفع الإمدادات من «أوبك بلس» بزيادة فائض المعروض المتنامي، مما قد يدفع الأسعار إلى مستويات قد تُثقل كاهل المنتجين ماليا.

وشهدت مخزونات النفط العالمية ارتفاعا بوتيرة تقارب مليون برميل يوميا في الأشهر الأخيرة، مع تراجع الطلب من الصين وارتفاع الإنتاج في الأميركتين، من الولايات المتحدة وغيانا إلى كندا والبرازيل.

وقد توقعت الوكالة الدولية للطاقة فائضا ملحوظا في الأسواق النفطية نهاية العام الجاري. كما توقعت بنوك، مثل «جي بي مورغان» و«غولدمان ساكس»، انخفاض الأسعار إلى 60 دولارا للبرميل أو أقل في الربع الرابع من العام.