المتحدثة باسم «البرنامج الإنمائي»: نؤكد التزامنا بدعم انتعاش ليبيا من خلال إشراك الشباب والمجتمعات المحلية.

المتحدثة باسم «البرنامج الإنمائي»: نؤكد التزامنا بدعم انتعاش ليبيا من خلال إشراك الشباب والمجتمعات المحلية.

قالت ممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا، صوفي كيمخدزه، إن ليبيا لا تزال في مرحلة انعدام اليقين، إذ تمثل الديناميكيات السياسية والتوترات الإقليمية تحديات أكبر تنعكس على الوضع الداخلي، لكنها أكدت التزام البرنامج بدعم تعافي ليبيا، ووجود مؤسسات قوية ومجتمعات مرنة، وشراكات تنموية مستدامة.

وفي مقال نشره الموقع الإلكتروني للبرنامج الأممي، أمس الإثنين، قالت كيمخدزه: «في الأوقات الراهنة، لا يمكن اعتبار التنمية مجرد ترفيه، لكنها المسار الثابت للمضي قدما، فالاستثمار في البشر والخدمات العامة والقيادة المحلية هي ما تحافظ على الاستقرار حينما يكون المسار غير واضح». 

تحول تدريجي في أنحاء ليبيا
أشارت كيمخدزه إلى ما وصفته بـ«تحول تدريجي مشهود في ليبيا»، مشيرة إلى العمل المبذول في مناطق الجنوب بالتعاون بين المجالس البلدية والمجتمعات، لتشكيل خطط تنمية محلية شاملة، ووضع الأولويات للبنية التحتية العامة والخدمات والتعافي الاقتصادي.

– الباعور يبحث تعزيز التعاون بين ليبيا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في 4 مجالات
– سفير فرنسا يؤكد دعم جهود برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا

تلك العمليات، بدعم من برنامج بناء السلام والمرونة المحلي التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تسهم في خلق مساحة حيث يكون الحوار، وليس الانقسام، هو الذي يحدد القرارات.

وفي المنطقة الشرقية، تحدثت كيمخدزه عن مشاركة الشباب في التفكير بشأن الوظائف الخضراء والصناعات الموجهة نحو المستقبل، وأكدت أنه بـ«وجود الدعم الملائم يمكن للشباب ليس فقط مواجهة التحديات، بل أيضا تصميم الحلول لتلبية احتياجات المجتمعات المحلية».

وأضافت: «في طرابلس وبنغازي، تعمل مبادرات المشاركة المدنية والابتكار الرقمي على منح الشباب الأدوات اللازمة للتعبير عن أفكارهم، وبناء مهاراتهم، والإسهام بشكل هادف في تعافي ليبيا على المدى الطويل».

التنمية تعني الفرص
اعتبرت المسؤولة الأممية أن تلك التطورات والخبرات تعكس حقيقة أعمق، وهي «أن التنمية الحقيقية ممكنة إذا حصل السكان على المساحة والموارد التي تمكنهم من تشكيل مستقبلهم. ما يصل تلك الأنشطة ليس الحجم أو الظهور، وإنما الثقة تبنيها والشعور بالملكية الذي تعززه».

قالت كيمخدزه: «يشمل ذلك الحفاظ على التراث الثقافي لليبيا وإحياءه، وهو أحد ركائز القوية للصمود، التي غالبا ما يجرى إغفالها»، مشيرة إلى جهود البرنامج الأممي في حماية المواقع التراثية وترميم الأماكن التاريخية بالتعاون مع وزارة الحكم المحلي ودوائر الآثار.

التزام أممي بتعافي ليبيا
كما أكدت التزام برنامج الأممي الإنمائي بدعم تعافي ليبيا من خلال نهج عملي يركز على السكان والمجتمعات المحلية، سواء من خلال دعم المجتمعات المحلية في التوظيف والفرص الاقتصادية، أو من خلال عملية التخطيط الشاملة.

وقالت: «يُنجز الكثير من هذا العمل خلف الكواليس، تدريجيا وبعناية، وغالبا ما يُغفل. مع ذلك، فإن هذه الجهود تحديدا هي التي تسهم في الحفاظ على الاستمرارية، وتعزز الثقة المحلية، وتهيئ الظروف اللازمة للتنمية الطويلة الأمد. ولا سيما في البيئات الهشة، فإن التقدم المطرد على مستوى المجتمع هو ما يرسخ القدرة على الصمود». 

لكنها أكدت أيضا أهمية الدعم المقدم من الشركاء، لضمان تعافي ليبيا، وقالت: «يعد الدعم المستمر من شركائنا أكثر أهمية من أي وقت مضى. استمرار الاستثمار في تعافي ليبيا يعني أكثر من مجرد تمويل، بل يعني الوقوف إلى جانب الشعب الذي يبني بثبات السلام والكرامة والفرص».