البنك الدولي: الفقر في مناطق الصراع يسبب جوع مليار شخص

رصد البنك الدولي تسارع الفقر المدقع في 39 دولة حول العالم متأثرة بالحروب والنزاعات الداخلية، مما يترك أكثر من مليار شخص على حافة الفقر تقريبا.
وأكد، في تقييمه الأول منذ جائحة «كوفيد 19» بالعام 2020، أن الحروب الأهلية والمواجهات بين الدول، ولا سيما في القارة الأفريقية، قد عطلت النمو الاقتصادي، وخفضت دخول أكثر من مليار شخص، مما رفع معدلات الفقر المقدع بوتيرة أسرع من المتوقع، كما نقلت جريدة «ذا غارديان» البريطانية اليوم الأحد.
ارتفاع معدلات الفقر المقدع
إلى جانب الحرب في أوكرانيا والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أشار البنك الدولي إلى أن اقتصادات 39 دولة نامية، تُصنف في قائمة الدول الهشة والمتأثرة بالصراعات، تعاني انعدام استقرار متناميا وضعف بالمؤسسات، مما يقوض قدرتها على تحقيق نمو اقتصادي قوي ومستدام.
وأظهرت البيانات تباينا واضحا بين الاقتصادات المتقدمة والنامية في العالم. ففي حين انخفض معدل الفقر المقدع 6% في المتوسط في دول العالم النامي، ارتفع هذا المعدل إلى 40% في الدول التي تعاني الصراعات وانعدام الاستقرار.
لهذا حث البنك الدولي الحكومات الغربية على تعزيز الدعم المقدم للدول التي مزقتها النزاعات، وإنهاء الصراعات الداخلية، وبناء مؤسسات فعالة.
– البنك الدولي يخصص 100 مليار دولار للدول الأشد فقرًا
– تقرير دولي: أكثر من مليار شخص في العالم يعانون الفقر «الحاد»
421 مليون شخص يعيش بأقل من 3 دولارات
رصد تقييم البنك الدولي انكماش مستوى الدخل الوطني للفرد بمعدل 1.8% سنويا منذ العام 2020 في الدول المتأثرة بالصراعات والحروب، بينما اتسع مستوى الدفع 2.9% للفرد في الدول المتقدمة الأخرى.
ويبلغ متوسط دخل الفرد سنويا في الـ39 دولة المشمولة في تقييم البنك الدولي 1500 دولار سنويا، وهو معدل لم يتغير تقريبا منذ العام 2010، على الرغم من تضاعف نصيب الفرد الواحد في إجمالي الناتج المحلي، ليصل إلى 6900 دولار في الاقتصادات النامية.
كما تحدث عن تفاقم الجوع الحاد حول العالم، بينما أصبحت أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة «بعيدة المنال»، وأحصى وجود 421 مليون شخص حول العالم يعيشون بأقل من ثلاثة دولارات يوميا في الاقتصادات المتأثرة بالصراعات وانعدام الاستقرار، متوقعا ارتفاع هذا الرقم إلى 435 مليون شخص، بـ60%، بحلول العام 2030.
وتنشط الحروب والصراعات في 21 دولة من بين 39 اقتصادا مصنفا من الدول الهشة التي تعاني انعدام الاستقرار، بحسب تقرير البنك الدولي.
انخفاض المساعدات الدولية
قال كبير الاقتصاديين في مجموعة البنك الدولي، إندرميت جيل: «ركز العالم خلال السنوات الثلاث الماضية على الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط. لكن أكثر من 70% ممن يعانون الصراع وانعدام الاستقرار في أفريقيا».
وأضاف: «نصف الدول التي تعاني اليوم الصراع وانعدام الاستقرار تمر بالأوضاع نفسها منذ أكثر من 15 عاما أو أكثر. إن البؤس على هذا النطاق معدٍ حتما».
يأتي ذلك في الوقت الذي اتجهت فيه عديد الدول والجهات المانحة الدولية إلى خفض مساعداتها خلال السنوات الماضية، بما في ذلك بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا.
كما أكدت منظمات خيرية دولية، بينها مؤسسة بيل جيتس، أنها لن تكون قادرة على زيادة التمويل لسد الفجوات التي تركتها الحكومات، مما يزيد من الصعوبات التي تجدها عديد الدول لسداد خدمات الديون والقروض، وتوفير الخدمات الأساسية.