في ظل استنزاف قواته قرب الحدود الليبية وكردفان، البرهان يوافق على منح الجنسية لمقاتلين أجانب.

في ظل استنزاف قواته قرب الحدود الليبية وكردفان، البرهان يوافق على منح الجنسية لمقاتلين أجانب.

أقر مجلس السيادة السوداني برئاسة الجنرال عبد الفتاح البرهان، سياسة تسمح للمقاتلين الأجانب، من ضمنهم المنضوين تحت لواء جبهة تحرير شعب تيغراي، بالحصول على الجنسية السودانية والإقامة الدائمة، وذلك في مواجهة استنزاف قواته على عدة جبهات بما في ذلك دارفور قرب الحدود الليبية.

تأتي هذه المبادرة في إطار استراتيجية لتعزيز دور القوات المسلحة السودانية، التي تخوض صراعًا طويل الأمد ضد قوات «الدعم السريع» منذ أبريل 2023، وفق موقع «بيتو» الكونغولي اليوم السبت. وفي مواجهة استنزاف قواته على عدة جبهات في الخرطوم ودارفور وكردفان، أفاد أن الجيش السوداني استدعى مقاتلين ذوي خبرة من إثيوبيا.

– مع اشتعال الصراع قرب حدود ليبيا.. لماذا فتحت حرب الـ12 يومًا أعين «إسرائيل» على السودان؟
– حميدتي يحاول طمأنة ليبيا ومصر.. ومعهد أميركي يكشف سبب سيطرته على المثلث الحدودي

دور مقاتلي «تيغراي»
وفقًا لمعلومات نقلها التقرير، لعب مقاتلو «تيغراي» دوراً فاعلًا على الأرض، لا سيما خلال هجوم القوات المسلحة السودانية لاستعادة مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة. كما وردت أنباء عن انتشار حوالي 400 منهم في غرب كردفان.

وتشير المصادر إلى أن قوات تيغراي تتمركز حالياً في عدة مناطق استراتيجية، بما في ذلك ود مدني والهشابة «ولاية النيل الأبيض» ومواقع مختلفة في غرب كردفان.

وبحسب المصادر نفسها، يشارك هؤلاء المقاتلون أيضًا في عمليات تجنيد في مخيمات اللاجئين الإثيوبيين، خاصةً في أم راكوبة بولاية القضارف. ويستغل المقاتلون الفراغ الأمني والوضع الإنساني الهش لتشجيع اللاجئين الشباب على الانضمام إلى النزاع مقابل مكافآت مالية.

ولا تقتصر سياسة التجنيد هذه على «التيغرايين» فحسب، فمنذ بداية الصراع، أفادت التقارير بحصول مقاتلين آخرين من جنسيات أفريقية على الإقامة أو التجنس مقابل خدمتهم العسكرية. ويثير هذا الوضع مخاوف بشأن تداعياته طويلة المدى، سواءً على الصعيد الأمني أو الاجتماعي والسياسي.

قاعدة عمليات جديدة
استراتيجيًا، سيُقدّم السودان لمقاتلي «تيغراي» السابقين قاعدة عمليات جديدة بعد انسحابهم من أراضيهم في إثيوبيا. في المقابل، سيحصلون على هوية جديدة وحماية قانونية وتعويضات مادية، بحسب الموقع الكونغولي.

مع ذلك، يُحذّر العديد من الخبراء من مخاطر زعزعة الاستقرار على المديين المتوسط والطويل، ذلك أن إقحام قوات أجنبية في صراع داخلي قد يُولّد توترات اجتماعية، ويُشجّع على تشكيل ميليشيات خارجة عن السيطرة، ويُفاقم الانقسامات.

وكانت قوات «الدعم السريع» قد تمكنت من السيطرة على أجزاء واسعة من دارفور وكردفان، والمثلث الحدودي مع ليبيا.