فلسطيني يسجل تاريخ الطعام الفلسطيني في مواجهة النسيان

فلسطيني يسجل تاريخ الطعام الفلسطيني في مواجهة النسيان

ينتظر الطاهي الفلسطيني سامي تميمي صدور كتابه الجديد «بستاني» في الولايات المتحدة منتصف يوليو، وهو عمل يُعدّ بمثابة رسالة حب للأرض الفلسطينية من خلال وصفات نباتية تقليدية وحديثة

يأتي كتاب «بستاني» في وقت تتعرض فيه غزة والضفة الغربية للتدمير والاقتلاع، ليكون بمثابة وثيقة ثقافية، وفعل مقاوم وجزء مما يكابده الفلسطينيون للحفاظ على هويتهم وسط الركام.

يستعيد تميمي في كتابه، وفقا لتقرير صحفي أعدته «روتيرز»، الأطباق المتجذّرة في الذاكرة الشعبية، مثل «الخبيزة»، وهي نبتة برية شبيهة بالسبانخ تُطهى كحساء شعبي وتُعد رمزًا للصمود في وجه الجوع والاحتلال.

يستند الطاهي الفلسطيني في وصفاته إلى مفاهيم الزراعة، والطبخ من الطبيعة، والطعام كميراث يومي، ويرى أن الحفاظ على المطبخ الفلسطيني في ظل الأزمات لم يعد رفاهية، بل ضرورة وجودية.

– الكلمة لا تُقصف.. مبادرة شعرية عالمية من أجل فلسطين
– في اليوم العالمي للاجئين.. مبادرات ثقافية لدعم أطفال فلسطين

عبّر تميمي أكثر من مرة عن استيائه مما يصفه بـ «السطو الثقافي» على المطبخ الفلسطيني، إذ تُقدّم أطباق مثل المقلوبة والمجدرة في مطاعم غربية بوصفها «إسرائيلية»، دون الإشارة إلى أصلها الفلسطيني وسياقها الثقافي.

المطبخ كمساحة مقاومة
يقول تميمي لـ«روتيرز»: «ما يزعجني ليس مجرد نقل الأطباق، بل انتزاعها من سياقها، وتقديمها دون قصتها، دون شعبها». ويضيف أن كتابه الجديد هو محاولة لإعادة هذه القصص إلى مكانها الطبيعي: «على المائدة الفلسطينية».

بخلاف كتابه السابق «فلسطين» الذي جمعه مع طهاة آخرين، فإن «بستاني» هو أول كتاب منفرد لتميمي، ويمزج بين الوصفات والنصوص الشخصية والذكريات العائلية. وقد بدأ العمل عليه خلال جائحة كورونا، حيث تولّدت لديه رغبة عميقة في العودة إلى جذوره من خلال الطعام.

في زمنٍ يشهد تصاعدًا في محاولات محو الهوية الثقافية الفلسطينية، يُقدّم تميمي المطبخ كمساحة مقاومة، وكسردية بديلة تعيد الاعتبار لأبسط ما تبقّى من ملامح الحياة، فهو يرى أن النكهات الفلسطينية ليست مجرد طعام.. بل شكل من أشكال البقاء.