ليبيات يطلبن «إصلاح جذري» في مجال الأمن تزامنًا مع العملية السياسية

طالبت أكثر من عشرين ناشطة في المجتمع المدني، وأكاديميات، ومحاميات، وعضوات في المجالس البلدية، بإصلاح شامل لقطاع الأمن بالتزامن مع العملية السياسية.
جاء ذلك خلال استقبالهن من قِبل الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة رئيسة البعثة الأممية للدعم في ليبيا، هانا تيتيه، وذلك ضمن سلسلة مشاوراتها المستمرة، للتواصل مع عموم الليبيين حول نتائج اللجنة الاستشارية. ونُظمت هذه المشاورات بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وفق بيان صادر عن البعثة.
وعرضت الليبيات وهن من مدن: طرابلس وترهونة ومصراتة وصبراتة ورقدالين وسرت والزاوية وزوارة، بالإضافة إلى سبها ومرزق وغات، وجهات نظرهن حول كيفية تجاوز الجمود السياسي المستمر، بناءً على خيارات وتوصيات اللجنة الاستشارية.
كما أعربت المجموعة عن مخاوفها بشأن الديناميكيات الأمنية الحالية في ضوء الاشتباكات الأخيرة في طرابلس.
مناقشة نتائج ومقترحات اللجنة الاستشارية
ناقش الاجتماع، الذي حضرته أيضًا نائبة الممثلة الخاصة للأمين العام للشؤون السياسية ستيفاني خوري، نتائج ومقترحات اللجنة الاستشارية على نحو مفصل، بما في ذلك أي من الخيارات الأربعة المقترحة من قِبل اللجنة الاستشارية أكثر قابلية للتطبيق.
وقالت إحدى المشاركات، وهي مدافعة عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة: «بغض النظر عن خريطة الطريق المختارة، يجب أن يكون هناك تمثيل عادل للنساء والأشخاص ذوي الإعاقة في أي عملية سياسية».
كما رحبت النساء بتوصية اللجنة الاستشارية بزيادة تمثيل المرأة في كلا المجلسين إلى 30%، وناقشن استراتيجيات تحقيق هذا الهدف، وضمان أن يكون للمرأة الليبية دور هادف في تشكيل مستقبل البلاد.
– البعثة الأممية تدعو شباب أجدابيا والبيضاء ودرنة وشحات لمناقشة خيارات «الاستشارية»
– وفد من الجنوب يطالب البعثة الأممية بـ«تمثيل متساوٍ» في العملية السياسية
– البعثة الأممية تستقبل وفدا عن المتظاهرين أمام مقرها في طرابلس
– 223 شخصية ليبية يطالبون تيتيه باعتماد «مقترح تشكيل مجلس تأسيسي»
في مايو، نشرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا الملخص التنفيذي لتقرير اللجنة الاستشارية، الذي يحدد أربعة خيارات مقترحة لدفع العملية السياسية إلى الأمام:
– إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة
– إجراء انتخابات تشريعية أولاً، يليها اعتماد دستور دائم
– اعتماد دستور دائم قبل الانتخابات
– تشكيل لجنة حوار سياسي، بناءً على الاتفاق السياسي الليبي، لوضع اللمسات الأخيرة على قوانين الانتخابات، والسلطة التنفيذية، والدستور الدائم
دعوة لمشاركة المرأة في عمليات صنع القرار المتعلقة بالترتيبات الأمنية
فيما يتعلق بآخر التطورات الأمنية، قالت تيتيه إن البعثة الأممية عملت مع المجلس الرئاسي على إنشاء لجنة الهدنة، وتواصل التعاون الوثيق مع الجهات الأمنية الفاعلة، للحفاظ على الهدنة.
وفي حين أعربت المشاركات عن تقديرهن جهود خفض التصعيد الجارية، دعوا بشدة إلى المشاركة الكاملة والهادفة للمرأة في عمليات صنع القرار المتعلقة بالترتيبات الأمنية، بما في ذلك التمثيل في لجان الهدنة وآليات مراقبة وقف إطلاق النار.
وأكد عدد من المشاركات أن القضية الأساسية في ليبيا لا تزال تتمثل في التحدي الأمني، الذي يجب معالجته لتمكين التقدم على الصعيد السياسي. وسلطت إحدى المشاركات الضوء على أهمية ضمان أمن المرأة في أثناء الانتخابات، والحث على بذل الجهود لإزالة العوائق التي تحول دون مشاركتها الآمنة والهادفة.
العنف في جنوب ليبيا
كما كان هناك إجماع على ضرورة المضي قدمًا في الإصلاح الشامل لقطاع الأمن بالتوازي مع العملية السياسية. وأكدت الكثيرات ضرورة توحيد المؤسسات الأمنية، بينما لفتت أخريات الانتباه إلى العنف في جنوب ليبيا، مؤكدات ضرورة عدم إهماله.
وأشارت إحدى المشاركات من المنطقة الجنوبية إلى أن «الجنوب يعاني صراعات يومية على الحدود». وأضافت: «لا يمكن أن تُبنى ليبيا على أساس شرق وغرب فقط، بل يجب إشراك الجنوب»، مشيرةً إلى أن المشاركة على المستوى الإقليمي بتمثيل متساوٍ يمكن أن تساعد في معالجة تحديات الإدماج والتهميش القائمة.
لقاء تيتية مع مجموعة من الليبيات، 27 يونيو 2025. (البعثة الأممية) لقاء تيتية مع مجموعة من الليبيات، 27 يونيو 2025. (البعثة الأممية)