أزمة الديربي تؤثر على الدوري قبل الحسم في إيطاليا

أزمة الديربي تؤثر على الدوري قبل الحسم في إيطاليا

بعد أن كاد الدوري الليبي الممتاز لكرة القدم «دورينا» يصل مرحلة سداسي التتويج، وهي المرحلة الأخيرة من عمر الموسم الطويل والشاق والاستثنائي، إذا بعجلة المباريات تتوقف عند المرحلة ما قبل الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية بالدور السداسي الأول، بأحداث لم تكن في الحسبان غيرت مسار مباراة الأهلي طرابلس والاتحاد، فتوقف المباراة ورفض الحكم استكمالها، وعليه فإن مباريات المجموعة لم تستكمل حتى الآن، ولا يعرف أحد متى سيجري استكمالها، ليدخل الدوري الليبي بذلك في نفق أزمة جديدة تضاف لسلسلة طويلة من الأزمات الي تركت آثاراً سلبية على الكرة الليبية برمتها.

وعلى الرغم من أن المباراة كانت مذاعة وما حدث مسجل بالصوت والصورة وعلى رؤوس الأشهاد، إلا أن لجنة المسابقات بالاتحاد الليبي لكرة القدم لم تتمكن من إصدار قرارها بشأن مباراة الاتحاد والأهلي طرابلس، فبقيت الحقيقة غائبة والفاعل مجهولاً، والحق ضائعاً، ولا تزال الأندية والجماهير تنتظر كلمة الحسم من اللجنة التي تتعرض لاختبار كبير وصعب لا أحد يعرف كيف ستخرج منه، وإن كان الكل يتمنى أن يمر الاختبار بسلام.

أزمة الدقيقة 38
مباراة الاتحاد والأهلي طرابلس التي توقفت عند الدقيقة «38» نتيجة مغالطات كثيرة حدثت ترتبت عليها مماطلة في اتخاذ القرار الصحيح من قبل أصحاب القرار، وترتب على ذلك فشل لجنة المسابقات في البت في أحداث مباراة «الديربي»، فقررت اللجنة إحالة الملف إلى مجلس إدارة الاتحاد الليبي لكرة القدم، لاتخاذ القرار النهائي بشأن مصير المباراة.

وشهدت المباراة أحداثاً مثيرة للجدل من شغب جماهيري وانسحاب وتجاوزات تحكيمية، ما جعل لجنة المسابقات غير قادرة على إصدار حكمها النهائي بسبب تعقيد الملف أو تضارب اللوائح. وقد اعتبرت اللجنة أن القرار يحتاج إلى سلطة أعلى لما له من تبعات كبيرة على سير المسابقة وعدالة المنافسة، فأحالت الملف إلى اتحاد الكرة الذي يملك صلاحيات أوسع، وقد يتخذ قرارات مثل إعادة المباراة، أو اعتبار أحد الفريقين خاسراً، أو فرض عقوبات انضباطية على اللاعبين والجماهير والأجهزة الفنية، أو رفع ملف أزمة «الديربي» إلى لجنة الانضباط لاتخاذ قرارات أكثر حدة، وكلها قرارات يملك اتحاد الكرة صلاحية إصدارها.

سيناريوهات حل المشكلة
ويبدو القائمون على شؤون الكرة الليبية أمام عدد من السيناريوهات المحتملة للاختيار من بينها لوضع حد لتلك الأزمة، منها تثبيت نتيجة المباراة واستكمالها من حيث توقفت، أو إعادة المباراة على ملعب محايد ودون جمهور، أو فرض خسارة اعتبارية على الطرف المتسبب في تعكير صفو اللقاء، أو إصدار عقوبات فردية وجماعية بحق الفريقين. كل هذه الاحتمالات واردة.

وما يعوق إنهاء أزمة المباراة هو أن لجنة المسابقات واتحاد الكرة يتعرضان لضغوط كبيرة من قبل إدارات الأندية والجمهور الرياضي، مع العلم أن المباراة لم تنته وأن حكم المباراة البرتغالي لم ينه المباراة، وما صاحب ذلك من أشياء لا تمت للرياضة بصلة بسبب الشحن الزائد، وتقاعس رجال الأمن المكلفين بتأمين المباراة والخروج بها إلى بر الأمان، كل هذه العوامل أدت إلى عجز اتحاد الكرة عن اتخاذ القرار الصحيح الذي كان من المفترض أن يصدر خلال 48 ساعة بعد توقف المباراة.

الأمر الذي ترتب عليه زيادة المشاكل في الشارع الرياضي، وعدم إنهاء السداسي الأول في وقته المحدد، وهو ما ينتج عنه تعقيدات إدارية أخرى من بينها إلحاق الضرر بالفرق الأربعة التي ستمثل ليبيا في المنافسات الأفريقية التي سيجري تحديدها بنهاية الموسم الحالي المتعثر، كما يترتب على هذا التأخير انتهاء أو تجديد عقود المدربين واللاعبين، ما يكبد الأندية أموالاً باهظة لم تكن في الحسبان.

كل هذه المشاكل كان من الممكن تجنبها لولا ضعف اتحاد الكرة وعدم قدرته على تطبيق اللوائح وتحقيق العدالة من خلال قراراته، ولو كان الاتحاد قوياً لكن القرار اتخذ في أقل من 48 ساعة، لكنه استسلم للضغوط حتى يرضي أحباء الفريقين فوجد نفسه في موقف صعب. ويخشى المراقبون من أن يؤدي قرار الاتحاد المنتظر بشأن المباراة إلى زيادة حدة المشاكل التي قد تعصف بكرة القدم الليبية والدخول في نفق أكثر إظلاما.

– للاطلاع على العدد «501» من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

ويحتاج الاتحاد الليبي لكرة القدم في هذه المرحلة الدقيقة إلى تضافر الجهود من أجل الخروج من هذا المأزق، كما يجب على العقلاء في الأندية الكبيرة في طرابلس وبنغازي المساهمة مع الاتحاد في حل الخلاف وتقريب وجهات النظر بين الأهلي طرابلس والاتحاد، حتى يصدر القرار الصحيح الذي يصب في صالح الكرة الليبية، ولكي يتحقق هذا، ينبغي عقد اجتماع موسع لحلحلة كل المشاكل التي تعصف بكرة القدم الليبية.

بيانات الأهلي طرابلس والاتحاد
وما يزيد من صعوبة الأمر هو تسابق الأندية في إصدار البيانات التي تعبر فيها عن تمسكها بمواقفها، والأخطر تأكيدها رفض اللعب حىت يجري البت في مصير أزمة «الديربي»، حيث أصدر نادي الأهلي طرابلس بياناً أعلن فيه رفضه خوض أي مباراة ضمن منافسات الدور السداسي الأول للدوري الممتاز «دورينا»، قبل قيام الاتحاد الليبي لكرة القدم بحسم مصير المباراة الأخيرة التي لم تستكمل بين فريقي الأهلي طرابلس والاتحاد.

واتهم الأهلي طرابلس اتحاد الكرة، في البيان بمحاولة التنصل من مسؤولياته بشأن مباراته الأخيرة أمام الاتحاد. وأكد التزامه والقوانين كافة، وقال إنه يمتلك أدلة دامغة ووثائق تثبت صحة موقفه.

وأضاف الأهلي طرابلس في بيانه: «في الوقت الذي كنا ننتظر فيه، بكل مسؤولية، صدور قرار لجنة تنظيم المسابقات بالاتحاد الليبي لكرة القدم بخصوص مباراتنا المتوقفة، خرج علينا اتحاد الكرة ببيان لا يمت للمهنية ولا للشفافية بصلة، مليء بالمغالطات الصريحة، ومحاولة مكشوفة للتنصل من المسؤولية، عبر توجيه الاتهامات الجوفاء للأندية وإثارة الرأي العام، متناسياً أن الشرارة الأولى لما يحدث كانت نتيجة قرار فردي مريب، اتخذ في الخفاء، وفي ساعة متأخرة من الليل، وخارج أوقات العمل الرسمية، وفي يوم عطلة رسمية».

وأضاف البيان: «تعيد تذكيركم – حتى لا تدعو الجهل – بأننا التزمنا بكافة القوانين واللوائح، ولم تنجر إلى الخطابات المتدنية رغم امتلاكنا من الأدلة والوثائق الدامغة، ما يثبت صحة موقفنا وأحقيتنا في كل ما طالبنا به فلو كنتم حريصين فعلا – كما تزعمون – على إتمام المسابقة في موعدها، لتركتم لجانكم تقوم بواجبها دون تدخل أو تسويف لتُصدر قراراً واضحاً بشأن المباراة وملابساتها».

وختم بيان الأهلي طرابلس بالقول: «نبلغكم بشكل قاطع أننا لن نخوض أي مباراة قادمة قبل حسم مصير هذه المباراة بشكل نهائي، وبما يضمن حقوقنا كاملة، ويصون مبدأ عدالة المنافسة، خصوصا فيما يتعلق بتراتبية الجولات، وتطبيق العقوبات وفقا لتواريخها القانونية». يأتي صدور بيان الأهلي طرابلس في أعقاب إصدار الاتحاد الليبي لكرة القدم بياناً أكد فيه تمسكه الكامل بتطبيق القوانين والأنظمة المنظمة للمسابقات المحلية، مشدداً على أن أي تجاوزات أو خروقات سيجرى التعامل معها بحزم، وفق ما تنص عليه اللوائح المعتمدة.

– للاطلاع على العدد «501» من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

من جانبه، أصدرت إدارة نادي الاتحاد بياناً شديد اللهجة، عبّرت فيه عن رفضها لما وصفته بمحاولات الضغط الممنهجة على لجنة تنظيم المسابقات، عبر بيانات متكررة صادرة عن جهات رياضية، من بينها الاتحاد العام الليبي لكرة القدم.

وأكد النادي في بيانه أنه لن يلتزم الصمت طويلًا تجاه ما وصفه بالاعتداءات والانتهاكات الواضحة التي طالت الفريق، مشيراً إلى أن ما حدث خلال المباراة الأخيرة لم يكن مجرد تجاوزات رياضية؛ بل أفعال خطيرة يجب الوقوف عندها بجدية.
وأكد النادي في بيانه أنه لن يلتزم الصمت طويلاً تجاه ما وصفه بالاعتداءات والانتهاكات الواضحة التي طالت الفريق، مشيراً إلى أن ما حدث خلال المباراة الأخيرة لم يكن مجرد تجاوزات رياضية؛ بل أفعال خطيرة يجب الوقوف عندها بجدية.

وبعيداً عن تلك الأزمة، حسمت فرق المجموعة الأولى أمرها من دون أي مشاكل، فاختتم الدور السداسي الأول بتأهل فرق الأهلي بنغازي والهلال والأخضر إلى سداسي التتويج، بعدما أسفرت آخر المباريات عن فوز الأخضر على الصداقة هدفين نظيفين، وفوز الهلال على النصر بهدفين مقابل هدف، وفوز الأهلي بنغازي على التحدي بثلاثة أهداف نظيفة. بهذه النتائج تصدر الأهلي بنغازي ترتيب المجموعة الأولى برصيد 24 نقطة، وهو أول المتأهلين لدور سداسي التتويج الذي سيقام في مدينة ميلانو بإيطاليا. ومكن الهلال من حجز مكانه في دائرة المنافسة على لقب الدوري بحلوله في المركز الثاني برصيد 22 نقطة، فيما ذهب البطاقة الثالثة لفريق الأخضر الذي جمع 19 نقطة.

مدرب الهلال زوران. (أرشيفية: الإنترنت) مدرب الأهلي بنغازي ناصر الحضيري. (أرشيفية: الإنترنت) مدرب الأهلي بنغازي ناصر الحضيري. (أرشيفية: الإنترنت) حافلة نادي الاتحاد المحترقة خارج الملعب الذي استضاف مباراته مع الأهلي طرابلس، 18 يونيو 2025. (الإنترنت) حافلة نادي الاتحاد المحترقة خارج الملعب الذي استضاف مباراته مع الأهلي طرابلس، 18 يونيو 2025. (الإنترنت)