مع تصاعد النزاع قرب حدود ليبيا.. ما الذي جعل حرب الـ12 يوماً تثير اهتمام “إسرائيل” بالسودان؟

فتحت حرب الـ 12 يوما بين إيران و«إسرائيل» أعين تل أبيب على تعاون قائد الجيش السوداني وطهران في إطار الصراع مع قائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو الذي تمكن مؤخرا من السيطرة على المثلث الحدودي مع ليبيا ومصر، بينما تشير تقارير متطابقة إلى خطط إسرائيلية لاستهداف «أذرع إيران» في الخرطوم.
واعتمد البرهان على أسلحة ومعدات إيرانية والحرس الثوري في حربه ضد قوات «الدعم السريع»، وهو ما أغضب «إسرائيل»، فقد استأنفت العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين في يوليو 2024، بعد أن قُطعت في 2016، ومنذ ذلك الحين تلقى مساعدات عسكرية ضخمة من طهران، وفق تقارير سودانية محلية.
مخطط إسرائيلي
ودخلت الخرطوم في حالة تأهب قصوى خوفاً من مخطط إسرائيلي يستهدف قيادات إيرانية في السودان تُوصف كأذرع لها في البلد، لذلك وجّهت المسؤولين في الحكومة والقيادات العسكرية بعدم الإدلاء بأي تصريحات بشأن الحرب بين تل أبيب وطهران، وفق التقارير السودانية.
وكشف تقرير لصحيفة «الراكوبة» السودانية اليوم الخميس عن حالة تأهب في أوساط قوات حكومة بورتسودان، بعد أنباء عن خطط إسرائيلية لعمل عسكري محتمل، على خلفية التعاون بين قوات عبد الفتاح البرهان وإيران.
– الجيش السوداني يستعيد السيطرة على بلدة عبور استراتيجية مع ليبيا
– موقع سوداني: «الدعم السريع» ينقل معدات وأسلحة نوعية من قاعدة في ليبيا إلى دارفور
اتجاه البرهان نحو إيران
بينما رأى تقرير لإذاعة «كان» العبرية العامة، أن البرهان باتجاهه نحو إيران، كان «يبتز» أو «يعاقب» إسرائيل على عدم دعمها له ضد قوات الدعم السريع.
ومعلوم تاريخياً، أن البرهان التقى برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فبراير 2020 بأوغندا، حيث أعلنا بدء حوار لتطبيع العلاقات، إلا أن الأوضاع المتقلبة في السودان حال دون إتمام الاتفاق.
وفي أبريل الماضي، كشف موقع «إيران إنترناشيونال» عن معلومات استخباراتية تفيد بأن الحرس الثوري الإيراني أرسل، في 17 مارس الماضي، شحنة أسلحة إلى السودان عبر طائرة شحن تابعة لشركة «فارس إير قشم»، الخاضعة لعقوبات دولية. والطائرة، من طراز بوينغ 747 وتحمل رمز التسجيل «EP-FAB»، انطلقت من طهران ونفّذت عملية تسليم سرية في بورتسودان، يُعتقد أنها شملت طائرات مسيّرة من طراز «مهاجر 6» و«أبابيل 3»، إضافة إلى صواريخ مضادة للدروع.
وعلى الرغم من محاولات إخفاء المسار الحقيقي عبر إيقاف أنظمة التتبع الجوي، أظهرت بيانات موقع «فلايت رادار 24» أن الطائرة نفّذت رحلة إلى بورتسودان، وعادت إلى طهران في اليوم نفسه.
وتنامى تزويد إيران للبرهان بالأسلحة منذ نهاية العام الماضي، ففي ديسمبر 2024، كشفت وكالة «بلومبرغ» بأن طهران زودت قوات حكومة الخرطوم بطائرات مسيّرة، مشابهة لتلك التي زوّدت بها روسيا بعد بدء حربها مع أوكرانيا.
وقبل ذلك، في صيف 2024، كانت حكومتا السودان وإيران تتبادلان سفيريهما بعد قطيعة استمرت أكثر من 8 سنوات، في خطوة أثارت تساؤلات حينها حول المصالح التي يحققها استئناف علاقات الدولتين، على خلفية التعاون العسكري السابق بينهما.
وقبل نحو عام، نقلت وكالة «رويترز» عن 6 مصادر إيرانية أن الطائرات المسيرة التي أرسلتها إيران إلى السودان لعبت دورا في الحرب هناك.
اجتماع جنيف بشأن السودان
يأتي ذلك في وقت من المقرر أن يحتضن فيه مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في الثاني من يوليو في جنيف فعالية حول السودان، وعبَّر وزير الخارجية التونسي الأسبق، منجي حمدي، الذي سيترأس المؤتمر عبر عن قلقه في تصريح لمجلة «جون أفريك» الفرنسية اليوم الخميس، من إبداء الجيش السوداني استعداده لبذل أي جهد، حتى من خلال المجازر والفظائع، للقضاء على خصمه حميدتي. وأكد حمدي استفادة الجيش السوداني من دعم تركيا وإيران.
وقد أسفر القتال في السودان عن مقتل أكثر من 150 ألف شخص، وتسبّب في أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم. وفرّ نحو 13 مليون شخص من ديارهم، ويحتاج 30 مليونًا إلى مساعدات إنسانية، بينما يعاني الاقتصاد السوداني من الانهيار.
وتزيد ضغوط قوات «الدعم السريع» التي باتت تسيطر على حدود السودان مع ليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان، وجزء من الحدود مع إثيوبيا، على جيش البرهان بالاستعانة بقوى خارجية كمحاولة لحسم الصراع.