سوهان: طفلة ليبية تبحر في البحر بحثًا عن علاج مفقود

في مشهد تختلط فيه البراءة بالألم، حملت الطفلة الليبية «سوهان» حقيبتها الصغيرة، لا إلى المدرسة أو رحلة ترفيه، بل إلى مركب يعبر بها وأفراد أسرتها البحر في محاولة يائسة للبحث عن أملٍ في الشفاء.
تنحدر سوهان من مدينة زوارة، غرب ليبيا، وتعاني من مرض نادر يُسبب خللاً في إنزيمات البنكرياس، مرض لا يجد له علاجًا في بلد أنهكته الصراعات وأهمل فيه قطاع الصحة رغم الميزانيات الضخمة المرصودة.
والدتها، التي نشرت صورًا ومقاطع فيديو مؤثرة عبر حسابها، وثّقت اللحظات الأخيرة قبل الرحيل، من تجهيز الحقائب، وتناولهم آخر وجبه في بيتهم، إلى لحظة صعودهم «مركب الموت» عبر البحر.
«لم نغادر لأننا نريد الهجرة، بل لأن المرض لا ينتظر، ولأن المستشفيات هنا لا تملك الدواء ولا حتى التشخيص»، هكذا عبّرت الأم المكلومة، متحدثةً عن يأسها من وعود المسؤولين وتقاعس الدولة، مقابل احتياجات طفله صغيرة تحتاج فقط إلى حقّها في الحياة.
قصة سوهان ليست مجرد حكاية عائلة تبحث عن علاج، بل هي مرآة لأزمة أكبر يعيشها آلاف الليبيين، حيث أصبح البحر طريقًا اضطراريًا لا للهرب من الحرب فقط، بل من الموت البطيء بسبب غياب الرعاية الصحية، رحلة محفوفة بالمخاطر، تقطعها أسر بأطفالها وأوجاعها، على أمل الوصول إلى الضفة الأخرى من الحياة.
في بلد تتكدس فيه التقارير عن الفساد وسوء الإدارة، تخرج قصص مثل سوهان كصرخة إنسانية لا تبحث عن الشفقة، بل عن حل.