الكلمة لا تُخمد: حملة شعرية عالمية دعمًا لفلسطين

الكلمة لا تُخمد: حملة شعرية عالمية دعمًا لفلسطين

في لحظة تاريخية يختلط فيها الدخان بالدم، وتُقصف فيها الحقيقة قبل المنازل والمساجد والكنائس والمستشفيات، تتقدم «الكلمة» كجبهة مقاومة لا تنكسر. 

أطلقت مجلة «كونفرساندو» Con-Versando الإيبروأميركية، بقيادة الشاعرة والإعلامية المكسيكية كارمن نوزال، مبادرة شعرية عالمية تهدف إلى توحيد الأصوات الأدبية المناصرة لفلسطين عبر سلسلة قراءات ونشر موسّع للنصوص الشعرية تحت عنوان: «تحيّة لفلسطين».

وفي إطار هذا الحراك، الذي جاء استجابة لمبادرة «الحركة العالمية للشعر» World Poetry Movement تُنسّق الشاعرة الفلسطينية فاطمة نزال فعاليات المبادرة في الشرق الأوسط، لتكون الجسر الذي يعبر منه الشعر العربي إلى المنصة العالمية، مساهِمة في تدويل القصيدة الفلسطينية ضمن مشهد ثقافي يعيد للكلمة دورها الأخلاقي والرمزي في مقاومة الاحتلال والإبادة.

منصة مفتوحة للكلمة الحرّة
تقوم المبادرة على دعوة مفتوحة لجميع الشاعرات والشعراء، عربًا وعالميين، للمشاركة بنصوصهم وقراءات مصوّرة، حيث تُعرض أعمالهم ضمن جلسات أسبوعية تُبث مساء كل خميس عبر منصات إلكترونية ثقافية متخصصة.

تتضمن المشاركة إرسال قصيدة مكتوبة، ونبذة شخصية، وتأمل شخصي مصوّر حول الإبادة الجماعية الجارية في فلسطين، على أن يتبعها أداء شعري مباشر.

لا تأتي مشاركة فاطمة نزال من موقع تنظيمي فقط، بل من إيمان عميق بالشعر كقيمة نضالية، حيث برزت الشاعرة الفلسطينية في المشهد الأدبي الفلسطيني خلال السنوات الأخيرة كصوت شعري مقاوم، وتواصل عبر هذه المبادرة دورها المزدوج كشاعرة وفاعلة ثقافية. سبق لها أن مثّلت فلسطين في مهرجانات دولية في إسطنبول والمكسيك، وتدير فعاليات ذات طابع اجتماعي وثقافي داخل الضفة الغربية، لا سيما رام الله، حيث تقيم.

– في اليوم العالمي للاجئين.. مبادرات ثقافية لدعم أطفال فلسطين
– 300 كاتب بينهم فائزان بنوبل يدينون «الإبادة الجماعية» في غزة
– مطاوع: المنتج الفني الفلسطيني طالما جرى تغييبه

تمكّنها خبرتها من بناء شبكة تفاعلية بين الشعراء الفلسطينيين والعرب من جهة، ومنصات النشر العالمية من جهة أخرى، في ظل ما تصفه في تصريح خاص لبوابة «الوسط»، «أهمية استعادة العدالة الرمزية لفلسطين، ولو عبر سطر شعريّ».

يتزامن هذا الحراك مع موجة تضامن أدبية بدأت تتنامى منذ اندلاع العدوان الأخير على غزة، حيث أطلقت مؤسسات أدبية مثل «مزنة» Mizna الأميركية و«آراب ليت» Arab Lit مبادرات مشابهة، إلا أن مبادرة «كونفرساندو» Con-Versando تتميّز بطابعها الجغرافي المتعدّد، وبكونها تفتح المجال لنشر النصوص الشعرية بلغاتها الأصلية، أو ترجمتها إلى الإسبانية والإنجليزية، بما يضمن وصول الصوت الفلسطيني إلى قرّاء من خارج الدائرة العربية.

«تحيّة لفلسطين» ليست مجرّد فعالية، بل مسار ثقافي مقاوم، يحمل وعيًا بأن القصيدة يمكنها أن تفعل ما لا تفعله دبابة  إذ تزرع فكرة في أرض محاصرة، وتوقظ ضميرًا في قارة بعيدة.

تتميّز هذه المبادرة بحضور عربي متنامٍ، لا يقتصر على المشاركة الإبداعية فحسب، بل يمتد إلى المساهمة الفعلية في إيصالها وتفعيلها على أرض الواقع. وقد جاءت مبادرة الشاعرة فاطمة نزال، من فلسطين، لتولي التنسيق الإقليمي للشرق الأوسط، وبمباركة من الاتحاد العام للأدباء والكتّاب الفلسطينيين، تطوّعًا ومن منطلق الالتزام الأدبي والوطني، بهدف تعزيز الحضور الشعري العربي، وتوسيع نطاق المشاركة من المنطقة.

ووجه المنظمون الدعوة لكل من يؤمن أن فلسطين ليست قضية عابرة، بل ضمير حيّ لا يُمكن إسكاته، ولمن يرى في القصيدة مساحة للانتصار على النسيان، وعلى الرواية المضلِّل، قائلين: «لقد أُتيحت الفرصة لبعضكنّ وبعضكم من قبل لرفع أصواتكم في بيت الشاعر. والآن، يمكن لتلك الكلمة أن تحلق أبعد من ذلك: هذا الحراك من أجل فلسطين يفتح لكم الباب لمشاركة قصائدكم مع العالم».

وللمهتمين بالمشاركة: يمكن إرسال القصائد المترجمة للإسبانية والمقاطع المصورة إلى: [email protected].

وتُبث القراءات ضمن جلسات أسبوعية كل يوم خميس، وتُنشر المشاركات «المختارة» في قسم «تحيّة لفلسطين» بمجلة «كونفرساندو» Con-Versando.