حفل زفاف جيف بيزوس في البندقية يثير انقسامًا بين البذخ والاستياء العام

حفل زفاف جيف بيزوس في البندقية يثير انقسامًا بين البذخ والاستياء العام

تشهد مدينة البندقية الإيطالية أجواء احتفالية باذخة تزامناً مع استعدادات الملياردير الأميركي جيف بيزوس، الرئيس التنفيذي السابق لشركة «أمازون»، للزواج من الإعلامية لورين سانشيز، في حفل يمتد على مدار ثلاثة أيام، من الخميس حتى السبت، ويُوصف بأنه من أكثر الأعراس خصوصية وتكلفة في أوروبا هذا العام.

وشوهد بيزوس (61 عاماً) وعروسه المقبلة (55 عاماً) وهما يدخلان فندق «أمان» الفاخر المطل على القناة الكبرى، حيث تصل تكلفة الليلة الواحدة إلى أكثر من 10 آلاف يورو.

وحجز العروسان مجموعة من أرقى الفنادق في المدينة بالكامل، لاستضافة قائمة ضخمة من الضيوف، من بينهم ليوناردو دي كابريو، ميك جاغر، كيم كارداشيان، أوبرا وينفري، إيفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنر، إضافة إلى أورلاندو بلوم، بحسب ما أفاد مراسلو وكالة «فرانس برس».

لكن هذا العرس الذي يُقام وسط أحد أكثر المواقع التاريخية اكتظاظاً في العالم، لم يمر من دون إثارة استياء محلي متزايد، خصوصاً في ظل ما يعتبره سكان المدينة استعراضاً فاضحاً للثراء وسط أزمة إسكان وتكدس سياحي خانق.

– مجموعة تعترض على إقامة حفلة زفاف مؤسس «أمازون» في البندقية.. ورئيس البلدية يرحب
– مؤسس «أمازون» ينقل إقامته من سياتل إلى ميامي

وانتشرت ملصقات في المدينة كتب عليها «لا مكان لبيزوس»، كما رفع ناشطو منظمة غرينبيس البيئية لافتة ضخمة في ساحة القديس مرقس تحمل صورة بيزوس يضحك، وتعلّق بسخرية: «إذا استطعت استئجار البندقية لحفل زفافك، يمكنك دفع مزيد من الضرائب».

رغم هذه الاحتجاجات، عبّر حاكم إقليم فينيتو، لوكا زايا، عن ترحيبه بالضيفين، وكتب على فيسبوك: «لطالما رحبت البندقية بالجميع. أرحب ترحيباً حاراً بجيف بيزوس ولورين سانشيز اللذين اختارا أجمل مدينة في العالم للاحتفال بيومهما المميز».

وتشير بعض التقارير إلى أن الزوجين تواصلا مع حرفيين محليين لصناعة الحلويات والزجاجيات الفاخرة من زجاج مورانو الشهير، كما تبرعا للجمعيات الخيرية المحلية، في محاولة لإظهار الجانب الإنساني لحفل الزفاف.

أزمة وجودية للمدينة
يأتي الحدث في وقت تعاني فيه البندقية من تداعيات الإفراط في السياحة، ما دفع السلطات إلى فرض رسوم دخول مثيرة للجدل على الزوار اليوميين، إلا أن نشطاء محليين يطالبون بسياسات أكثر جرأة لمعالجة ما يعتبرونه أزمة وجودية للمدينة وسكانها الأصليين.

ومع استمرار الاحتفالات في موقع لم يُكشف عنه لأسباب أمنية، يبدو أن حفل زفاف بيزوس سيكون مناسبة تجمع بين النجومية، الفخامة، والجدل الشعبي، في مشهد يعكس التوتر القائم بين الرأسمال العالمي والخصوصيات الثقافية والمجتمعية للمدن التاريخية.