محللون أمريكيون: وقف القتال بين إسرائيل وإيران لم يحل حالة الغموض في المنطقة

محللون أمريكيون: وقف القتال بين إسرائيل وإيران لم يحل حالة الغموض في المنطقة

انتقد محللون قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجئة في ما يتعلق بالحرب بين إيران و«إسرائيل» فخلال أقل من 48 ساعة أعلن الرجل تنفيذ ضربات «ناجحة» على منشآت إيران النووية التي عجزت تل أبيب عن تدميها، ثم عاد وأشار إلى توصل إدارته إلى وقف لإطلاق النار ينهي حربا استمرت 12 يوما.

وقال المحللون الذين تحدثوا إلى وكالة «فرانس برس»، إن نجاح ترامب الدبلوماسي «لا ينهي حالة عدم اليقين» في الشرق الأوسط، فيما كان دخوله الحرب لمساندة «إسرائيل» محور انتقاد من مناصريه لنكثه بأحد وعوده الانتخابية بعدم التدخل عسكريا في الخارج.

وخلال أيام الحرب، شنت «إسرائيل» غارات جوية على إيران استهدفت خصوصا مواقع عسكرية ونووية، وردت طهران بإطلاق صواريخ ومسيرات، وذلك قبل أن تتدخل واشنطن باستهداف منشآت طهران النووية في نطنز وفوردو.

«أطراف الحرب كانت تحتاج إلى مخرج»
وقال الباحث في برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية تود ويلمان: «لا أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية كانت قادرة على تحمل حرب طويلة الأمد، لكن العنصر الأساسي كان ترامب. لم يرغب في رؤية حرب جديدة تندلع» في عهده.

وفاجأ ترامب الحلفاء وحتى مساعديه بإعلانه وقف إطلاق النار عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعيد ساعات من هجوم صاروخي إيراني على قاعدة «العديد» الأميركية في قطر، ردا على ضربات واشنطن على منشآتها النووية. وبدا أن الهجوم الإيراني كان مدروسا بعناية ومنسقا بين المعنيين، وكان واضحا أن كل من الأطراف الثلاثة المعنيين بالحرب، يحتاج إلى مخرج، وفق الوكالة الفرنسية.

واعتبر ترامب الهجوم الإيراني «ضعيفا للغاية»، واختار عدم الرد، وبعدها أعلنت «إسرائيل» أن إيران أطلقت صواريخ بعد سريان وقف النار وسترد عليها «بقوة»، لكن ضغوط ترامب منعتها.

ترامب يمنح إيران جرعة حوافز
وبدا أن ترامب أعطى طهران التي يفرض عليها عقوبات اقتصادية، جرعة حوافز من خلال التأكيد أمس الثلاثاء أنه يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني.

أما «إسرائيل»، ورغم الضربات القاسية التي وجهتها إلى خصومها في المنطقة منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، لكنها تواجه ضغوطا على جبهات عدة، وتلقت جبهتها الداخلية خلال الأيام الماضية، ضربات صاروخية لم تعهدها منذ عقود.

ورأى تودمان أن الضغط الأميركي على «إسرائيل» لعدم شن ضربات جديدة على إيران، أظهر لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية كمجرم حرب بنيامين نتنياهو حدود الدعم الأميركي للحليف الأبرز للولايات المتحدة في المنطقة.

جهود دول الخليج لإنهاء الحرب
ورأى الباحث في معهد الشرق الأوسط براين كاتوليس أنه ما زال من المبكر الحكم على ثبات وقف إطلاق النار أيضا، مشيرا إلى أن الدول العربية في الخليج، خصوصا قطر، بذلت جهودا دبلوماسية كبيرة بعيدا من الأضواء، سعيا لإعادة الهدوء إلى المنطقة.

– ترامب يعلن اتفاقا لإنهاء الحرب بين إيران و«إسرائيل» في غضون 6 ساعات
– أميركا دخلت الحرب.. ترامب يعلن شن «هجوم» على 3 مواقع نووية إيرانية

وقال كاتوليس، الذي عمل سابقا على ملف الشرق الأوسط في إدارة الرئيس الديموقراطي بيل كلينتون، إن ترامب استخدم تصريحاته ونفوذه في العلن «لمحاولة ضبط ما تقوم به إيران وإسرائيل، لكن أهمية ذلك هي أقل مقارنة بالدور الذي تقوم به هذه الدول (العربية في الخليج) بشكل متواصل».

ورأى أن إدارة ترامب الجمهورية اعتمدت مزيجا من العمليات العسكرية التكتيكية و«جرعة كبيرة من التواصل الاستراتيجي»، أثارت حيرة الأميركيين والعالم على السواء «بشأن ما تحاول أن نقوم به فعلا».

باحثة: على ترامب الإصرار على وقف للنار في غزة
وفي حين رحب المتشددين تقليديا في الحزب الجمهوري بالضربات الأميركية على إيران، انتقدها خصومهم الديمقراطيون على نطاق واسع، لكن من دون إجماع على ذلك أيضا.

ورأت الباحثة في معهد كوينسي للحكم الرشيد أنيل شيلين أن ثبات وقف إطلاق النار ضروري من وجهة نظر ترامب.

ولفتت إلى أن بنيامين نتنياهو مقتنع بأنه يحظى «بدعم أميركي غير مشروط»، وبناء عليه استهدفت «إسرائيل» قطاع غزة ولبنان رغم اتفاقات معلنة لوقف إطلاق النار مع حركة حماس وحزب الله.

وأضافت: «لكن ترامب أظهر أنه قادر على ضبط إسرائيل متى اختار القيام بذلك. الآن عليه القيام بالأمر ذاته والإصرار على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة».