«أطباء بلا حدود» تعلن جاهزيتها لاستئناف عملياتها في ليبيا

أبدت منظمة «أطباء بلا حدود» استعدادها لاستئناف أنشطتها وخدماتها الطبية داخل ليبيا مع ضمان سلامة أطقمها ومتطوعيها، وذلك بعد مرور ثلاثة أشهر تقريبا على تعليق أنشطتها وإغلاق الأجهزة الأمنية مقراتها داخل البلاد.
وقالت المنظمة: «تؤكد (أطباء بلا حدود) الرغبة في استئناف أنشطتها وخدماتها الطبية، ومواصلة تقديم الدعم للسلطات الليبية»، معربة عن «انقطاع الفئات السكانية الأشد حاجة في ليبيا عن الوصول إلى الرعاية الصحية»، حسب بيان نشرته على موقعها الإلكتروني مساء أمس الثلاثاء.
ففي السابع والعشرين من مارس الماضي، اضطرت «أطباء بلا حدود» إلى تعليق أنشطتها الطبية في ليبيا، إثر إغلاق مقراتها في البلاد من قبل الأجهزة الأمنية، مما اضطرها إلى إجلاء موظفيها الدوليين من ليبيا وإنهاء عقود الموظفين المحليين.
استئناف الأنشطة في ليبيا
وأكد رئيس بعثة «أطباء بلا حدود» في ليبيا، ستيفن بوربريك، أن «(أطباء بلا حدود) مستعدة لاستئناف المشاريع الطبية التي كانت قيد التنفيذ في مجالات السل والصحة النفسية وصحة الأمومة لأي مريض يحتاج إلى الرعاية وبالتعاون مع السلطات الليبية المعنية. وتدعو المنظمة إلى إلغاء تعليق أنشطتنا شريطة ضمان سلامة كوادرنا ومرضانا».
– «الأمن الداخلي» يتهم منظمات دولية غير حكومية بالضلوع في مخطط لتوطين مهاجرين ويقرر قفل مقارها في ليبيا
– «أطباء بلا حدود» تسعى لتحسين الرعاية الصحية المقدمة للمهاجرين في ليبيا
وبحسب البيان، لم تتلقَ «أطباء بلا حدود» أي إخطار رسمي يوضح أسباب إجراءات جهاز الأمن الداخلي، معربة عن أسفها لما وصفته بـ«حملة قمع وتخويف تقوض الوصول إلى الرعاية الطبية».
كما أعرب البيان عن التخوف حيال العواقب المترتبة على صحة مرضاها، لا سيما المهاجرين وطالبي اللجوء «الذين يتعرضون لسوء المعاملة والعنف وما يترتب عليه من عواقب واحتياجات طبية عاجلة».
مخاوف من تقويض الرعاية الصحية
في هذا الإطار، قالت المنسقة الطبية مع «أطباء بلا حدود» في ليبيا، كارلا بيروتسو: «توفي اثنان من مرضانا المصابين بالسل في مصراتة مباشرة بعد تعليق أنشطتنا، كذلك علمنا أن أربعة آخرين من مرضانا المقيمين قد توفوا في المرفق الصحي نفسه. يمكن لانقطاع علاج السل أن يتسبب في نشوء نوع من السل المقاوم للأدوية وتدهور سريع في حالة المرضى الصحية، وحتى الوفاة».
وأضافت: «نحن قلقون للغاية على المرضى الذين يعانون من حالات مزمنة، مثل مرضى السكري الذين يحتاجون إلى الإنسولين والأشخاص الذين يحتاجون إلى غسيل الكلى ممن يعانون من حالات صحية مزمنة في الكلى».
وتابعت: «الاحتياجات الطبية التي تلبيها (أطباء بلا حدود) لا تغطيها منظومة الصحة العامة في ليبيا، على الرغم من التحديات الهيكلية التي تواجهها مثل نقص الموظفين ونقص الإمدادات الطبية».
وأدارت «أطباء بلا حدود» المركز العام الوحيد في ليبيا لمرضى السل، كما أنشأت وحدة لعلاج السل داخل مستشفى مصراتة للأمراض الصدرية في العام 2020.